وقولهم : « عين » و « وجه » ، قيل : يفيد الوثاقة في عرفهم (١). وأقوى منهما قولهم : « وجه من وجوه أصحابنا ».
وأمّا « شيخ الإجازة » فالمشهور عدم إفادته الوثاقة. وقال بعضهم : إنّ مشايخ الإجازة ـ لظهور وثاقتهم ـ لا يحتاجون إلى النصّ على توثيقهم (٢).
وهو محلّ نظر.
وقولهم : « لا بأس به » إن أريد به نفي البأس عن جميع الوجوه ـ كما هو الظاهر ـ أو عن رواياته ، فيفيد المطلوب ؛ ولذا نقل عن بعض المحدّثين أنّه قال : إذا قلت : « ليس به بأس » فهو ثقة (٣). وإن اريد نفي البأس عن مذهبه ، فلا. وربما قيل : نفي البأس يوهم البأس (٤).
وقولهم : « اسند عنه » ـ أي سمع منه الحديث على وجه الاستناد ـ مدح لا يفيد الوثاقة.
وكذا قولهم : « خاصّيّ » و « قريب الأمر ». وربما يفيد الثاني عدم دخوله في المذهب بعد. وكذا قولهم : « يكتب حديثه » و « ينظر فيه » أي لا يطرح حتّى ينظر فيه ليعرف حاله.
وقولهم : « سليم الجنبة » إن اريد به سليم الأحاديث ، فيفيد المطلوب. وإن اريد به سليم الطريقة ، فلا.
وقولهم : « مضطلع بالرواية » ـ أي قويّ عليها ـ ربما أفاد وثاقة ما. وأقوى منه قولهم : « بصير بالرواية ». وكذا قولهم : « فقيه من فقهائنا ». وقول النجاشي في ترجمة إسماعيل بن عبد الخالق (٥) ربما دلّ على ذلك.
ولا يخفى أنّ هذا اللفظ لغة لا يفيد المطلوب ، إلاّ أن يقال بإفادته في عرفهم. وأدون منه قولهم : « فقيه ».
__________________
(١) نسبه البهبهاني إلى مصنّف الرجال الكبير والوسيط في ترجمة الحسن بن زياد وجدّه المجلسي الأوّل في فوائده ( ضمن رجال الخاقاني ) : ٦٤ ، آخر الفائدة ٤. واستظهره من المحقّق الداماد في الحسين بن أبي العلاء واختاره أخيرا أيضا.
(٢) منهم : الشهيد الثاني في شرح البداية : ١٢٢ ، والشيخ سليمان البحراني في معراج أهل الكمال : ٨٨ ، والوحيد البهبهاني في فوائده ( ضمن رجال الخاقاني ) : ٤٤ و ٤٥ ، الفائدة ٣.
(٣) نقله الشهيد الثاني في هامش شرح البداية : ١٢٢ عن ابن معين.
(٤) نسبه الشهيد الثاني إلى المشهور في شرح البداية : ١٢٢.
(٥) رجال النجاشي : ٢٧ ، الرقم ٥٠.