قدم الفاضل (١) (٢) الفقيه ، لأن فضيلته اكتسابية ، بخلاف الحرية.
ومنها : تعارض الصلاة جماعة في آخر الوقت وفرادى في أوله ، أو جماعة في تقديم الثانية عن وقت فضيلتها ، وفرادى في تأخيرها إلى وقت الفضيلة ، كما في تأخير العصر إلى المثل ، والعشاء إلى المثل ، والعشاء إلى ذهاب الشفق ولعل مراعاة الجماعة أشبه ، للحث عليها (٣).
ومنها : أصحاب الأعذار ، كالمتيمم الراجي للماء أو غير الراجي والعاري ، والأولى أن التأخير أفضل. وأوجبه المرتضى (٤) رحمهالله.
ومنها : لو كان في الوضوء وأقيمت (٥) الجماعة فيتعارض إسباغه (٦) وفوات الجماعة في البعض أو في الكل ، والأولى ترجيح الجماعة ، لأن المتوسل إليه أولى بالمراعاة من الوسيلة.
__________________
(١) هو الشيخ جمال الدين أبو منصور الحسن بن سديد الدين يوسف ابن علي بن المطهر الشهير بالعلامة الحلي. من أكابر علماء الإمامية انتهت إليه رئاستهم في المعقول والمنقول والفروع والأصول. كان مولده سنة ٦٤٨ هـ وتوفي سنة ٧٢٦ هـ ودفن بجوار أمير المؤمنين علي عليهالسلام. (القمي ـ الكنى والألقاب : ٢ ـ ٤٤٢).
(٢) انظر : العلامة الحلي ـ قواعد الأحكام : ٨ ، وتذكرة الفقهاء ١ ـ ٤٧. لكنه قدم في التحرير : ١ ـ ١٩ ، الحر على العبد الفقيه.
(٣) انظر : الحر العاملي ـ وسائل الشيعة : ٥ ـ ٣٧١ ـ ٣٧٥ ، باب ١ من أبواب صلاة الجماعة ، حديث : ١ ـ ١٩.
(٤) انظر : الانتصار : ٣١.
(٥) في (ك) : اجتمعت.
(٦) إسباغ الوضوء : المبالغة فيه وإتمامه على الوجه الأكمل. انظر : ابن منظور ـ لسان العرب : ٨ ـ ٤٣٣ ، مادة (سبغ).