وحديث أبي بكرة (١) (٢) لما ركع ومشى إلى الصف حتى دخل فيه ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : (زادك الله حرصا فلا تعد) (٣) إذ يحتمل كون المشي غير كثير عادة ، كما يحتمل الكثرة ، فيحمل على ما لم يكثر ، فلا يبقى في الحديث حجة على جواز المشي في الصلاة مطلقا.
ومنها : صلاة النبي صلىاللهعليهوآله على النجاشي (٤) ، إن حملت على غير الدعاء. فقيل (٥) : يحتمل أن يكون قد رفع له سريره حتى شاهده ، كما رفع له بيت المقدس حتى وصفه (٦).
وردّ : ببعد هذا الاحتمال. ولو وقع لأخبرهم به ، لأن فيه خرق
__________________
(١) هو نفيع بن الحرث أو مسروح الصحابي. تدلى يوم الطائف من الحصن ببكرة فكناه رسول الله صلىاللهعليهوآله أبا بكرة. كان من فضلاء الصحابة وصالحيهم ، كثير العبادة. وتوفي بالبصرة سنة ٥١ أو ٥٢ هـ (القمي ـ الكنى والألقاب : ١ ـ ٢٦).
(٢) في (ك) و (أ) : أبي بكر ، والصواب ما أثبتناه طبقا للرواية.
(٣) انظر : مسند أحمد : ٥ ـ ٣٩ ، وسنن أبي داود : ١ ـ ١٥٧ ، باب الرّجل يركع دون الصف ، من كتاب الصلاة.
(٤) انظر : صحيح مسلم : ٢ ـ ٦٥٦ ـ ٦٥٨ ، باب ٢٢ من كتاب الجنائز ، حديث : ٦٢ ـ ٦٧.
(٥) انظر : شرح الخرشي على مختصر خليل : ٢ ـ ١٤٣ ، وابن عابدين ـ رد المختار : ١ ـ ٩٠٨.
(٦) انظر : صحيح مسلم : ١ ـ ١٥٦ ، باب ٧٥ من كتاب الإيمان ، حديث : ٢٧٦ ، وصحيح البخاري : ٢ ـ ٣٢٦ ، باب حديث الإسراء ، حديث : ١.