فإذا أفسدت (١) النية صادفا صوما فاسدا ، فلا يتحقق به كفارة.
والإجماع على خلافه ، إلا أن يقال بقول الشيخ أبي الصلاح الحلبي (٢) رحمة الله (٣) ، وقول شيخنا الإمام فخر الدين (٤) بن المطهر (٥) رحمهالله : من أن ترك النية في الصوم موجب للكفارة ، إما بمجردهما ، أو بشرط انضمام المنافي إليهما. إلا أنه يلزم من الأول ارتكاب وجوب كفارتين بالجماع : إحداهما على نيته ، والأخرى على فعله. ولم يقل به أحد من العلماء.
__________________
(١) في (ح) و (م) و (ك) : فسدت.
(٢) هو الشيخ تقي بن النجم الحلبي من كبار علماء الإمامية كان معاصرا للشيخ أبي جعفر الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ هـ. له كتاب الكافي في الفقه ، والبرهان على ثبوت الإيمان. (القمي ـ الكنى والألقاب : ١ ـ ٩٧).
(٣) لم أعثر في كتابه (الكافي) على هذا القول ، ولعله موجود في غيره من مصنفاته.
(٤) هو أبو طالب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي من كبار علماء الإمامية ولد سنة ٦٨٢ هـ فاز بدرجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره الشريف وكان والده العلامة الحلي يثني عليه ويعظمه توفي سنة ٧٧١ هـ. ألف في الفقه والكلام والأصول. (القمي ـ الكنى والألقاب : ٣ ـ ١٣).
(٥) جاء في إيضاح الفوائد لفخر المحققين : ١ ـ ٢٣٣ ـ ٢٣٤ : (وقال المرتضى في الموصليات : إن نذر صوم يوم معين فأفطر كان عليه كفارة رمضان ، وإن كان غير صوم أو ترك صومه بترك النية لا يفعل المفطر ووجب كفارة يمين) وظاهره أن هذا قول للسيد المرتضى لا لفخر الدين. ولعل له هذا الرّأي في غير هذا الكتاب ، أو فيه ولم أعثر عليه.