أنى عندما اعتمدت الكتابة في تاريخ مكة كان لا بد لي أن اعتمد ـ كمصادر للكتاب ـ تلك المدونات التي عشت في جمعها وقد سهلت علي تلك المدونات أعمالي لأنها أغنتني عن مراجع كان يجب أن تتقاضاني عمرا جديدا خشيت ألا أعيشه لأبدأ كتابتي بعده إلا أنني وجدتني أخيرا مطالبا بصفحات تلك المصادر لأجعلها في الهوامش تمشيا مع الطريقة المستحدثة ، ولم يكن في مدوناتي إلا أسماء الكتب وأصحابها ، لأن العهد الذي جمعتها فيه لم تكن قد شاعت فيه طريقة تسجيل الصفحات فتحيرت في الأمر ، ولم أجرأ على استئناف مطالعة ما قرأته من قبل خشية نفاد العمر قبل انجاز ما أردت فاكتفيت بذكر المصادر في الهوامش دون الصفحات وفعلت مثل هذا في شأن المصادر التي طالعتها مؤخرا لتكون الوتيرة الواحدة ثم ما لبثت أن غيرت رأيي عندما حاجني زميل من نوابغ كتابنا وأطلعني على مؤلف تاريخي حديث للمؤلف الدكتور طه حسين اكتفى فيه بسرد مصادره في نهاية الكتاب فرأيتني أتأساه وطابت نفسي لمتابعة منهجه فألغيت المصادر من هوامش الصفحات وأدرجتها في نهاية الكتاب وأسأل الله أن يجعل خطوتي في كل ما بذلت مسددة انه الهادي الى سواء السبيل؟
أحمد سباعي