سمرن يقلن ألا ليتنا |
|
نرى ليلنا دائما أشهرا |
ويغفل ذا الناس عن لهونا |
|
ونسمره كله مقمرا |
غفلن عن الليل حتى بدت |
|
تباشير من واضح أشقرا |
وقمن يعفين آثارهن |
|
بأكسية الخز أن تقفرا |
وقمن يقلن لو ان النهار |
|
مدّ له الليل فاستأخرا |
لا أعتقد أنهن كن فاجرات في سمرهن أو فاسدات في تعرضهن للشعراء ولكنهن كن ساخرات بالحياة عابثات بها وكن مرحات يستذوقن الجمال ويستمرئن الهوى في حدوده التي رسمتها بيئة عصرهن (١) مضت لوثة هذا التظرف حتى اتصلت بمواقف الحج من المشاعر فنحن نرى المسعودي ينقل الينا ما يقوله أحد الحجاج من الشعراء :
يا حبذا الموسم من موقف |
|
وحبدا الكعبة من مسجد |
وحبذا اللاتي يزاحمننا |
|
عند استلام الحجر الأسود |
فيغضب والي مكة خالد بن عبد الله القسري ويأمر بمنع اختلاط النساء بالرجال في المطاف ، ونسمع المغنين يرددون لنا بيت العرجي المشهور :
من اللائي لم يحججن يبغين حسبة |
|
ولكن ليقتلن البريء المغفلا |
وتضيف الروايات التاريخية إلى هذا أن بعض فقهاء الحجاز أدركتهم هذه اللوثة من التظرف وتقول انهم كانوا أرق شعورا وأكثر تسامحا من غيرهم وأن
__________________
(١) راجع الأغاني ١ / ١٠٥ وما بعدها.