الا تنفيذه ، ولو نفدت اموال بيت المال جميعها ، واحتاط للسيل الذي يدخل المسجد بان جعل امام باب الهواشم «باب علي» بابا يقابله ، فاذا دخل السيل من الاول خرج من الثاني ، وهو باب الحزورة «باب الوداع».
وبهذه العمارة دخل جزء كبير من منطقة المسعى في المسجد ، فقد كانت منطقة السعي في صدر الاسلام عريضة ، فبنى بعض السكان دورهم في جزء من عرضها بينها وبين المسجد ، فلما امر المهدي بزيادته الثانية استعاد تلك الارض بشراء الدور التي قامت عليها وهدمها وادخل بعضها في المسجد ناحية باب علي ، وترك البعض الاخر لتوسعة المسعى ، وبذلك دخل جزء من منطقة السعي في المسجد ، وبانتهاء توسعة المهدي هذه اصبح المسجد شارعا على المسعى لا تفصله البيوت ، الا ان السكان ما لبثوا ان اعادوا البناء مرة اخرى بين المسجد والمسعى ، ومن اظهر ما بنى في تلك الاثناء دار القوارير التي ذكرنا انها بنيت بالزجاج في باطنها والفسيفساء (١) في خارجها لنزل الرشيد بين الصفا والمروة مكان باب «قايتباي» (٢) اليوم تقريبا وعمر المهدي منارة باب السلام ومنارة باب علي وباب الحزورة «الوداع» (٣) ويقول ابن ظهيرة ان ذلك كان تجديدا لا انشاء الا ان
__________________
(١) الفسيفساء ، قطع صغيرة ملونة من الرخام أو غيره يؤلف بعضها الى بعض على أشكال مختلفة.
(٢) لم يبق للباب أي أثر بعد التوسعة الأخيرة.
(٣) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٦٣ وما بعدها ، وكل هذه المنائر قد أزيلت وحل محلها منائر أخر.