بئر زمزم شباكا لمنع السقوط فيها وفرش ارضها بالرخام ، وانتهى من ذلك في سنة ١٤٠ ه (١).
ولما حج المهدي في عام ١٦٠ اصطحب معه اموالا عظيمة ، وكلف قاضي مكة محمد الاوقص المخزومي بشراء البيوت الواقعة بين المسجد الحرام والمسعى فاشترى دورا كثيرة وهدمها وادخلها المسجد وجعل دار القوارير رحبة بين المسجد الحرام والمسعى (٢) كما اشترى دورا اخرى في اسفل المسجد ناحية باب العمرة الى باب الخياطين «باب ابراهيم» ووسع بها المسجد كما وسع في الجانبين الشمالي والجنوبي وامر بالاساطين الرخام فنقلت من الشام ومصر الى ميناء مكة القديم «الشعيبة» ثم نقلت على العربات ذات العجل الى مكة ، واتخذ المسجد اروقة جديدة سقفها بخشب الساج ، وقد ظل العمل والاصلاح مستمرا في المسجد الى عام ١٦٤ ه (٣).
وفي عام ١٦٤ حج المهدي حجته الثانية ، فلاحظ ان ضلع المسجد من ناحيته الجنوبية لم يتسع كغيره ليبدو المسجد مربعا ، وكان الناس في مرورهم من المسجد الى الصفا يسلكون في الوادي خارج المسجد ومنه الى زقاق ضيق حتى يخرجوا الى الصفا من التفاف ، وكان السعي جهة باب علي في موضع المسجد اليوم ، فامر بشراء الدور التي كانت هناك وادخال بعضها في المسجد ، ومهد البعض الاخر ليكون طريقا للمارة ومجرى للسيل ، ولما قيل له ان ذلك يكلفه كثيرا ابى
__________________
(١) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٥٨.
(٢) وقد ظلت هذه الرحبة الى أن بناها جعفر البرمكي نزلا لهارون الرشيد. ثم صارت رباطا موقوفا حتى استبدله السلطان قايتباي في عهد الشراكسة ، وبنى مدارسه في مكان ذلك كما سأتي.
(٣) أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٥٩ وما بعدها.