وركض ابو طاهر وهو سكران شاهرا سيفه راكبا فرسه ودخل المطاف فبالت فرسه وراثت وصعد الى باب الكعبة وهو يقول :
انا بالله وبالله أنا |
|
يخلق الخلق وأفنيهم أنا |
وقد أقام بمكة احد عشر يوما.
وفي ١٤ ذي الحجة قلع الحجر الاسود من مكانه وذهب به الى بلاده هجر (١) وبقي موضعه خاليا يضع فيه الناس ايديهم للتبرك نحو اثنين وعشرين سنة ثم اعاده القرامطة بعد ذلك قائلين اخذناه بقدرة الله ورددناه بمشيئة الله (٢) ، وقد حاول احد خلفاء الفاطميين في المغرب اغراءهم بالمال ليعيدوا الحجر الى مكة فعرض عليهم خمسين الف ذهب فأبوا وبذل لهم مدبر الخلافة في بغداد ٥٠ الف دينار فأبوا وقالوا انما اخذناه بامر ولا نرده الا بامر (٣)
ويستوففني في هذا السياق ركوض ابي طاهر بفرسه الى داخل المطاف وترك الفرس تبول وتروث وهو شاهر سيفه صائحا :
أنا بالله وبالله أنا |
|
يخلق الخلق وأفنيهم انا |
كما يستوقفني اعادتهم الحجر الاسود الى مكانه بعد المدة التي غيبوه فيها وقولهم اخذناه بأمر ولا نرده الا بأمر ، واتمنى لو استطيع التوفيق بين هذا الكفر
__________________
(١) هجر : بالتحريك اسم قديم لاقليم البحرين وهو ما يعرف اليوم بالاحساء وقد يخصص الاسم لمدينة الهفهوف. (ع)
(٢) الاعلام باعلام مكة للقطبي تصوير النسخة الاربية ص ١٦٢ ـ ١٦٤ المجلد الثالث المدون باسم اخبار مكة المشرفة.
(٣) راجع محاضرات الخضري الدولة العباسية ٣٥٣