وذكروا انه انتهك حرمات الله ونهب قوافل الحجاج (١).
وقد سار ابو طاهر بجيشه الى مكة لانتزاعها من عامل العباسيين فانتهى اليها في ٧ ذي الحجة من عام ٣١٧ فخرج اليه امير مكة يومها ابن محارب فيجماعة من الاشراف يسألونه اموالهم فلم يشفعهم فقاتلوه فهزمهم ووضع سيفه في الطائفين والمصلين والمتفرقين في مكة وشعابها وصاح به الناس أتقتل جيران الله؟ فقال : ليس بجار من خالف أوامر الله ، وظل كذلك حتى قتل مايربو على ثلاثين الفا دفن كثيرا منهم في بئر زمزم كما دفن بعضهم في المسجد الحرام بغير غسل ولا تكفين ولا صلاة ، ونهب جيشه اموال الحجاج واهل مكة (٢) وكان ممن قتل بمكة اميرها ابن محارب (٣) والحافظ ابو الفضل محمد بن الحسن الجارودي اخذته السيوف وهو متعلق بباب الكعبة وقتل امام الفقهاء الحنفية ابو سعيد البردعي وكثير من العلماء الصوفية وممن هرب قاضيها يومئذ يحي القرشي الى وادي رهجان (٤) وقد نهب القرامطة داره وفيها ما قيمته مئة الف دينار وخمسون الف دينارا ، وشمل النهب اكثر البيوت حتى اصبح اهل مكة يستعطون الناس.
__________________
(١) المقريزي خطط ١ / ٢٥٠
(٢) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢١٨ وقال صاحب درر الفوائد المنظمة : (وقتل ـ ابي القرطمي ـ في المسجد الحرام الفا وسبعماية ، وقيل : ثلاثة عشر الفا من الرجال والنساء وهم يتعلقون بالكعبة ، وردم بهم زمزم ودفن بعضهم في المسجد ص ٢٣٥.
(٣) اشتبه هذا الاسم على المؤرخين ، فذكره بعضهم باسم ابن محلب ، وقال بعضهم : ابن محارب : وقال اخرون : ابن مجلب. وحققه الفاسي بانه ابن مخلب ـ بالخاء المعجمة. (شفاء الغرام ج ٢ ص ١٩٢ ط البانى الحلبي القاهرة ١٣٧٦ ه)
(٤) رهجان : شعب يصب في وادي نعمان من الجنوب ، سكانه هذيل. (ع)