ومن اشهر اصحاب هذه الدعوة ميمون بن القداح الذي تصدى لنشرها في بعض بلاد الشام ، وقالوا انه وضع دعامة المذهب الاسماعيلي واتهمه البعض انه كان الى جانب شيعته يميل الى الشعوبية واعادة النفوذ الفارسي وانه مهد بذلك لابنه عبد الله بن ميمون (١).
ويذكر بعضهم ان عبد الله بن ميمون كان عالما بجميع الشرائع والسنن كما يجعله رابع اربعة صنفوا رسائل اخوان الصفا المعروفة في التاريخ الاسلامي (٢) ويقول آخرون انه اعتنق مذهب الشيعة ليخدم اغراضه في الدعوة الى الفرس ، وارسل وهو في الاهواز احد دعاته الى سواد الكوفة فلقى حمدان بن الاشعث المعروف بقرمط فدخل في دعوة ابن ميمون وسعى الى نشرها ، ولم يلبث ان زاد اتباع قرمط فأنشأ لهم دارا للهجرة وامرهم باقتناء الاسلحة ، وقد امتد نشاطهم في شمالي العراق وبعض بادية الشام وسمي هذا الفريق منهم بقرامطة العراق والشام (٣).
وانتقلت الدعوة الى البحرين والقطيف على يد الحسين بن بهرام فاستفحل امرها وقويت شوكتها ، وكان من قوادها ابو سعيد الذي اقلقت فتوحاته العباسيين في عهد المعتضد ثم ابنه ابو طاهر القرمطي الذي وصفه المؤرخون بالطغيان
__________________
(١) المقريزي خطط ج ١ / ٣٤١
(٢) جماعة اخوان الصفاء سر من أسرار العقائد لا نبرئه من التطرف لانه اعتمد العقل وحده وقد تعمد الجماعة اخفاء أسمائهم ليبيحوا لأنفسهم التوسع في الفلسفة العقلية بالشكل المتطرف الذي رأوه لأنفسهم وقد بلغ عدد الرسائل ٥٢ رسالة جاء أكثرها زاخرا بالرموز والكنايات والاشارات الباطنية التي اعتنقوا مذهبها وتوسع بعضها في مجالي الفلك والهندسة والطب والرياضة والموسيقى فخلفرا مادة ثرثرة اتخذها المستشرقون اليوم أصلا للكثير من بحوثهم ، راجع عبقرية الفاطميين ص ١٩ وما بعدها.
(٣) المقريزي خطط ١ / ٢٥٠ فما بعدها