الاسماعيلية والامامة الاثنا عشرية وهناك فتن القرامطة. قرامطة العراق والشام ، وقرامطة البحرين والقطيف ، وقرامطة اليمن وهناك الكتاميون في المغرب والفاطميون في مصر.
كل هؤلاء تشيعوا لآل علي باساليبهم التي كانت تختلف باختلاف اغراقهم (١) وكل هؤلاء شغلوا العباسيين في اوقات طويلة كان العباسيون احوج اليها من بناء تاريخهم ، وكثير من هؤلاء اقاموا لأنفسهم على حساب ضعف العباسيون بلادا مستقلة وأنشأ بعضهم دولا مضى صيتها في التاريخ الى حد بعيد كان من ابرزهم في ذلك الفاطميون في مصر.
وبحثنا في هذا الفصل يتناول القرامطة لصلة القرامطة في عام ٣١٧ وعلاقتهم بما كنا في سياقه من حوادث مكة الى العام المذكور.
ولعل القارىء يذكر ما قدمناه في فصل سابق عن موقعة النفس الذكية في مكة سنة ١٤٥ وما ذكرنا بعدها عن مقتلة الشهداء في وادي فخ عام ١٦٩ واننا قلنا في ما قلناه ان اثنين من العلويين فرا من الموقعة ، وان احدهما وهو ادريس استطاع ان يصل الى المغرب الاقصى وان يؤسس فيه دولة الادارسة (٢) ونضيف هنا ان هؤلاء الهاربين استطاعوا بما ملكوا من نفوذ ان يساعدوا انصارهم من الشيعة على نشر دعوتهم في الخفاء في بلاد متعددة من ممالك العباسيين.
__________________
(١) من أشهر فرق الشيعة : الاسماعيلية في الهند وهم يقولون انما تميزنا بهذا الاسم عن فرق الشيعة لانتسابنا الى اسماعيل بن جعفر الصادق ، والزيدية في اليمن وهم ينتسبون الى زيد أخو الباقر وجد اسماعيل الصادق ، والباطنية وقد سموا بذلك لقولهم بأن لكل ظاهر باطنا ولكل تنزيل تأويلا ، ومن فرقهم القرامطة والمزدكية في العراق والخليج العربي والداودية والبهرة والسليمانية وهم يسكنون الهند واليمن
(٢) راجع من كتابنا صفحة ١٢٦