ولم يذكر السنجاري تعليلا لاجماع الحجاج في هذا العام على احياء هذه السنة بعد تركها والذي أظنه أن اجتماع أكبر عدد من أعلام العلماء في موسم ذلك العام كان له أثر في اجتماع الحجاج على ما فعلوا فقد يكونون تدارسوا الفكرة في مجتمعاتهم بمكة ثم حبذوها واعلنوها في الناس فاتبعها الناس.
ووقف الناس في هذا العام يوم الجمعة دون أن يكون بينهم خلاف وقد كانت تتمة مائة جمعة وقفها المسلمون من عام الهجرة الى ذلك اليوم.
ويقول السنجاري أن الشيخ رضى الدين الطبري إمام مكة كان يقول اني حججت مدة عمري فلم أر أكثر زحاما من هذا الموقف (١).
وحج في عام ٧٢٤ ملك التكرور (٢) وكان اسمه موسى فوصل مكة في ١٥ ألفا من اتباعه فتحرش بعض الأتراك بهم فكانت فتنة شهرت السيوف فيها في المسجد ولم يخمدها الا ملك التكرور الذي أمر أتباعه بالكف فكفوا (٣).
وأعاد عطيفة الدعاء لسلطان المماليك الناصر محمد بن قلاوون ولعل هذا أساء ملك التتار بالعراق فأراد أن يشتري عطيفة بالأموال والهدايا لأننا نجد في حوادث هذا العام ٧٢٠ أن الركب العراقي حج في أحمال كثيرة من الهدايا والتحف والأموال (٤) ولا نشك في أن أوفر نصيب في هذه الهدايا كان من حظ عطيفة كرشوة مقابل الدعاء له الا أنهم لم يظفروا بذلك لان عطيفة يدين بنجاحه في الامارة للملك الناصر في مصر.
__________________
(١) المصدر نفسه
(٢) التكرور بلدة في صحراء جنوب افريقيا الشرقي سمي بها اهل المقاطعة ونسميهم اليوم تكارنة
(٣) خلاصة الكلام للشيخ أحمد دحلان ٣٠
(٤) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٤٤