نخلة (١) حتى لا يدع فيه شجرة مثمرة ولا دمنة عامرة وأن يخرج نساءهم من جميع المنازل في مكة وما حولها.
وكان القاضي جلال الدين محمد القزويني حاضرا في مجلس الناصر فقام يعظه ويذكره بوجوب تعظيم الحرم ويقترح عليه أن يكتب بتأييد رميثة في الحكم وان يمده بقوة عسكرية تساعده على تأمين البلاد فاستحسن الناصر رأيه وانتدب من جنده ستمائة فارس أرسلهم الى مكة مع كتاب تأييد رميثة.
وقد فصل الجند من القاهرة في نصف صفر عام ٧٣١ فوصل الى مكة في العشر الاول من ربيع الآخر ، وبوصولهم ارتاب الأخوان في أمرهم وشرعا يعدان مقاتلتهما للدفاع عن مكة فكتب قائد الجند الى رميثة يخبره بجلية الامر واتصل به من اكد له ذلك وأقسموا له اغلظ الايمان حتى اطمأن اليهم وركب واياهم الى المسجد حيث تقلد خلعة السلطان وتقبل هداياهم ، ثم ما لبث قائد الجند أن عاد الى مصر بعد أن ترك الجند لخدمة رميثة (٢)
وقد نقل القلقشندي في صبح الاعشى صورة المرسوم الذى تسلمه رميثة بتأييد امارته وقد جاء فيه : «اقتضت آراؤنا الشريفة أن نقيم رميثة في بلده أميرا مفردا اليه يشار ، وان نصطفيه وأنه عندنا لمن المصطفين الاخيار والإمرة وان كانت بيد غيره هذه المدة فما كان فى الحقيقة أمير عندنا سواه لأنه كبير بيته المشكور من سائر الافواه!!».
وفي ذلك ما يشير الى رأينا في أن الناصر كان يؤيد عطيفة ضد أخيه حتى بدا له
__________________
(١) لعله وادى نخلة الشامية ويمتد من وادى فاطمة الى المضيق
(٢) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط»