مع الركب العراقي (١).
والذي أقوله أنني لا استبعد أن يكون مقصده الضجة والشهرة بما فيهما من اعلان عن العراق وركبه وحكومته وهي وسائل أصبحت اليوم معروفة في الاوساط التي تتفنن في وسائل الاعلان.
وينقل الفاسي (٢) عن البرزالي أن جماعة من بني حسن هاجموا مكة في هذا العام ٧٣٠ واشتبكوا مع العراقيين في قتال عنيف لعبت فيه السيوف ودخل لفرسان بخيلهم الى المسجد ونهبت الاسواق وكاد أن يفني الحجاج عن آخرهم والذي اعتقده انها فتنة أرادها عطيفة وأنصاره من بني حسن ضد اخيه رميثة.
ولم يسكت عطيفة عن اخيه رميثة فقد شرع يناوئه بما يجتمع اليه من القبائل ثم ما لبثت أن اشتدت المناوأة في عام ٧٣١ واحتدم بينهما القتال.
ولما وافى الركب المصري في هذا العام كان القتال على أشده بين الأخوين فلم يخرج رميثة لاستقبال الركب على جري العادة ولم يتصل عطيفة بأمير لركب أو يلاقيه ولعله كان مستاءا من قعود مصر عن مناصرته ضد رميثة فعاد امير الركب بعد الحج يشكو الى الناصر قلاوون جفاء الأخوين له ويصف لفتن القائمة في مكة بينهما فكتب الناصر الى الأخوين يطلب حضورهما الى مصر فرفض الاخوان الشخوص اليه واتفقا على الصلح وان يقطعا معا علاقتهما به
ولما علم الناصر بذلك شق عليه الامر وأمر بتجريد حملة عسكرية الى مكة تستأصل الأخوين وكل من يلوذ بهما من أشراف بني حسن وقوادهم عبيدهم وأوصى قائد الحملة أن يستحل دم كل من بقي منهم فيها وأن يحرق ادي
__________________
(١) شفاء الغرام للفاسي ٢ / ٢٤٦
(٢) شفاء الغرام ٢ / ٢٤٥