باب كبير وسور اليمن وهو في المسفلة والسور هنا معناه «سد» بين جبلين لأن مكة تحوطها الجبال من باقي الجهات ووصفها ابن المجاور بما يؤكد رواية الفاسي ولكنه رسم لها خارطة مستديرة على عادته في رسم خرائط المدن وتوجد في كتابه نسخة خطية كتابتها رديئة في مكتبة الشيخ حمد الجاسر بالرياض وذكرها ابن بطوطة في رحلته في هذا العهد عام ٧٢٥ فقال : ان ابواب مدينة مكة ثلاثة : باب المعلاة ، وباب الشبيكة وباب المسفلة (١) وهي نفس الابواب التي ذكرها ابن جبير في عهد الايوبيين ويقول ابن بطوطة انه شاهد بين الصفا والمروة سوقا عظيمة يباع فيها الحبوب واللحم والتمر والسمن وسواها من الفواكه والساعون بين الصفا والمروة لا يكادون يخلصون لازدحام الناس على حوانيت الباعة (٢) ثم يقول وعن يمين المروة دار أمير مكة عطيفة بن ابي نمي ودار رميثة برباط الشرابي عند باب بني شيبة «باب السلام» وتضرب الطبول على باب كل واحد منهما عند صلاة المغرب (٣).
وجاء على ذكر الزاهر «الشهداء» فقال أنه رأى دورا وأسواقا وبساتين (٣) وأسهب ابن بطوطة في وصف أخلاق المكيين وعاداتهم في هذا العهد فذكر ان افعالهم جميلة وأنهم يؤثرون الضعفاء والمنقطعين واذا صنع أحدهم وليمة بدأ فيها باطعام الفقراء ويستدعيهم بتلطف ويقول أن أكثر المنقطعين يرابطون بجوار الأفران حيث يطبخ الناس خبزهم فيقطعون لكل واحد ما قسم له ولو كانت له
__________________
(١ و ٢ و ٣ و ٤) رحلة ابن بطوطة ١ / ٨٠ وما بعدها