الثخينة ثم زخرف المسجد بالالوان ونيطت السلاسل بالسقف لتعليق القناديل كما كانت في العهد العباسي وعمرت المقامات الأربعة على هيآتها القديمة وتمت اعمال البناء في سنة ٨٠٧ وذلك في عهد أبي السعادات ابن الظاهر برقوق ثاني ملوك الشراكسة (١).
وشيدوا مقام الحنفي في عام ٨٠٢ على أربع أساطين من حجارة عليها سقف مدهون مزخرف وقد أنكر ذلك ـ جماعة من العلماء وأفتوا بتعزيز من أجاز بناءه كذلك لشغله حيزا كبيرا من المسجد (٢) ولتمييزه ـ على ما أظن عن بقية مقامات الأئمة في المسجد الا ان هذا الانكار لم يغيره بل أضاف اليه كثيرا من الزخرف فقد كشف الامير سودون سقفه في عام ٨٣٦ وعمره وزخرفه أحسن مما كان وفرش أرضه بالحجارة الحمراء وعقد فوق سقفه قبة وعني بعد ذلك بتحسينه عدة مرات (٣) حتى كان عهد نفوذ العثمانيين الذين حسنوه اكثر مما كان وقد ازيل في اعمال التوسعة في عهدنا الحاضر.
وظل الأئمة في هذا العهد يصلون مرتين ، كما كان الشأن في عهد الأيوبيين فيصلي الشافعي ثم المالكي والحنبلي معا ثم الحنفي وفي بعض السنوات كان الحنفي يتقدم ثم المالكي (٤) ويقول ابن بطوطة (٥) انه شهد المالكي والحنبلي يصليان بعد الشافعي معاا ثم يصلي الحنفي في آخرهم.
أما المغرب فيصلي الحنفي والشافعي في وقت واحد. وكانت قد رفعت شكوى من التشويش الى الناصر فرج بن برقوق الشركسي فأمر بأن يصلى الشافعي بمفرده في المغرب وذلك عام ٨١١ ثم لما تولى الملك المؤيد أمر بأن
__________________
(١ و ٢) شفاء الغرام لتقى الدين الفاسى ٢ / ٢٢٩
(٣ و ٤) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط»
(٥) رحلة ابن بطوطة ص ٩٩