يصلي الأئمة في وقت واحد (١)
ويذكر ابن بطوطة (٢) قبة زمزم في هذا العهد وما يجاورها من القباب فيقول ان قبة زمزم مفروشة بالرخام وقد استدارت بداخل القبة سقاية سعتها شبر وعمقها مثل ذلك وارتفاعها عم الارض نحو خمسة أشبار تملأ ماء للوضوء وحولها مصطبة دائرة يقعد الناس عليها للوضوء ثم وصف قبة العباس بما وصفها ابن جبير في عهد الأيوبيين وذكر الدوارق التي كان يبرد فيها الماء وقال وفيها تخزن الكتب والمصاحف ومنها مصحف بخط زيد بن ثابت نسخ سنة ١٨ من وفاة رسول الله وقد تبرك به كما فعل ابن جبير قبله ثم يقول وباب هذه القبة الى جهة الشمال ويليها القبة المعروفة بقبة اليهودية (٣) وقد عمر الشراكسة في القبتين في هذا العهد سنة ٨٠٧ ولعلهم اجروا بعض التغيير فيها لأن ابن ظهيرة وصفها بعد هذا العهد فقال ان قبة العباس مخصصة للشراب أما المحفوظات فكانت في القبة الأخرى ولم يذكر شيئا عن مصحف زيد بن ثابت.
ونحن لا نستبعد أن يكون قد عبثت به الأيدي في احدى الفتن الكثيرة التي منيت بها مكة.
أما القبتان فقد أزيلتا من أساسهما في عام ١٣١٠ كما سيأتي في حينه.
وفي هذا العهد عام ٨٠٧ سد باب الخلوة الى جانب زمزم والتي كان فيها مجلس ابن عباس وجعل في موضع الخلوة بركة مقبوة وفي جدرانها الذى يلى
__________________
(١) منائح الكرم للسنجارى «مخطوط»
(٢) رحلة ابن بطوطة ج ١ / ٨٤
(٣) ذكر الفاسى قبة اليهودية هذه وقال انه لا يعرف اصلا لهذه التسمية الا أنه قرأها فى رحلة ابن جبير. راجع شفاء الغرام ج ١ / ٢٤٢.