الشرعي والقانون المحرر المرعي» وتبعه على ذلك من جاء بعده من أمراء مكة ، وكان يكتب على «الانهاءات» المعروضات «يجاب على سؤاله زاد الله في نواله» (١) وفي هذا ما يدل على سماحة نفسيته وطيبتها ، وكان يمهر على «الحجة» و «الانهاء» بختمه ويكتب على التقارير اسمه فقط من غير أن يمهر عليهم (٢) وقد بنى دارا له أسماها السعادة كانت أمام باب أم هانيء وباب أجياد ، وقد دخلت في توسعة المسجد الجديدة في جنوبه الغربي كما بنى أخوه ثقبة دارا له أسماها الهناء بجوار السعادة من جهة الجنوب (٣) وقد ظلت دار السعادة سكنا لذوي زيد كما سكن دار الهناء ذو وبركات وهما فرعان من أولاد أبي نمى يأتي ذكرهما.
وفي عهد الحسن فقد مفتاح الكعبة سنة ٩٩٦ من حجر سادنها عبد الواحد الشيبي فوقعت الضجة وأغلقت أبواب المسجد وفتش الناس فلم يظفروا به ، وكان مصفحا بالذهب ، ثم وجدوه مع أعجمي في اليمن مع مسروقات أخرى في بيت له ، فأعيد المفتاح الى مكة (٤).
وكان الحسن شديد الفراسة فارط الذكاء .. ذكروا انه وجد حبلا نسيه أحد اللصوص في مكان سرقته ، فاستدل من رائحته على أن السارق عطار ، ثم ما لبث أن تحرى عن العطار حتى عرفه ، وفي مرة اخرى اختصم شامي ومصري في جمل فأمر بذبحه ونظر فرأى مخه معقودا فحكم به للشامي وأمر بتغريم المصري وقال : ان الشاميين يعلفون جمالهم «الكرسنة» وهي تعقد الملخ ، أما المصريون فإنهم يعلفونها الفول وهو يعقد الشحم ، ووجد مرة عصا في مكان مال مسروق بالمزدلفة فعرف من شكلها نوع القبيلة فاستحضر جماعة منهم وتحرى عن صاحبها
__________________
(١ و ٢ و ٣ و ٤) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازى «مخطوط».