ويؤيدنا فيما ذهبنا إليه من أن الشريف حسن لم يترك رعاياه يجربون حصانته إذا كاشفوه أن ابنه أبا طالب ما كاد يتلقى نبأ وفاة أبيه حتى أمر بالقبض على ابن عتيق وارساله الى السجن (١).
وقد كان أبو طالب من أجرأ الناس في رأي من ترجموا له فلا يسكت عن مساوىء ابن عتيق ولا يرجئها الى اليوم الذي يصل فيه الى الحكم الا لانه كان عاجزا عن مكاشفة ابيه وفي عجز الابن ما يعطى ابلغ دليل على مقدار ما يفصل بين الشريف حسن ومن يليه. فضلا عن الرعايا.
وظل الشريف حسن على أمره إلى أن خرج في عام ١٠١٠ ه الى نجد مقاتلا فوافته منيته في مكان من نجد يقال له القاعية على مسافة عشرة أيام من مكة بسير الابل وذلك في ٣ جمادي الآخرة وقد حمل في محفة على البغال الى مكة حيث احتفل بطوافه بالكعبة على عادة الأشراف ودفن بها (٢).
وعندما شعر بعض أولاده بدنو أجله في عصر الأربعاء أرسلوا البراذين الى المنازل «المحطات» صوب مكة لتتعاقب كخيل البريد في نقل الجثمان فلما توفي في ليلة الخميس أسرعوا بنقله فلم تنتصف ليلة السبت حتى كانوا قد انتهوا به الى مكة (٣).
__________________
(١ و ٢) افادة الانام «مخطوط»
(٣) لعل المكان الذى مات فيه حسن هو (أفاعية) وهو مكان قرب السوارقية يبعد شمال شرقي مكة على قرابة سبع مراحل ، أما القاعية فانها تبعد عن مكة قرابة ٥٩٠ كيلا ولا يمكن ان تقطع هذه المسافة خلال يومين. (ع) ويلاحظ أن الاسم فى الطبعات السابقة كان (فاعية).