وصل جيش حلب فعسكر في الزاهر وفطن الشريف سعد للأمر فبات منه على حذر وقصد حسين باشا والشيخ محمد المغربي الى المسجد حال وصولهما فأديا نسكهما وقابلا الشريف سعدا فأظهرا له الود وقبل حسين باشا يد الشريف ثم سهر عنده في بيته الى ما بعد منتصف الليل. وأرسل الشريف سعد يطلب خلعته المعتادة من الباشا فطلب الباشا اليه حضوره ليشرب قهوته فامتنع فأعاد دعوته فلم يقبل وقال ان العادة جرت بارسالها الىّ فقال الباشا ليس لك عندنا خلعة فتأهب الشريف سعد للقتال فندب الباشا من ينادي بالأمان وأرسل الخلعة إلى الشريف سعد.
وانتقل الجميع بعد هذا الى عرفات فوقف الفريقان بها وقد أخذ كل فريق حذره ولما انتهوا الى منى بات الشريف ينتظر من الباشا اعلان مرسوم التأييد له كالمعتاد فلم يفعل فأرسل ينبه الباشا فطلب الباشا حضوره فلم يقبل وارتهكت أعصاب الشريف على أثر هذه الحوادث وبدا له أن الأمر جد أكثر من اللازم ولعله رأى أنه لا قبل له بقوة الجيش فغادر منى خفية في بعض انصاره الى الطائف ومنها ارتحل الى تربة فبيشه ثم سلك طرقا كثيرة حتى انتهى الى دار الخلافة في تركيا.
وفي منزل الشيخ محمد بن سليمان المغربي في منى اجتمع حسين باشا وبعض كبار الموظفين وأعيان الأشراف ثم أرسلوا في استدعاء الشريف بركات ابن محمد من آل بركات وأعلنوا ولايته بموجب مرسوم الخلافة كما أعلن الشيخ محمد بن سليمان حقوقه في الاشراف على شؤون البلاد وتلا مرسومه الخاص بذلك.
وهكذا انتهت امارة الشريف سعد قبل نهاية عام ١٠٨٣ بعد أن حكم مكة