كانت الاخبار قد وافت الى مكة بان العصاة في ينبع والطائف ينادون بامارة محسن بن الحسين بن زيد وأن والي جدة نادى به في اسواق جدة وان الاشراف يجتمعون في الزاهر (١) حيث يوافيهم عسكر جدة لهجوم مكة فأمر الشريف احمد بنصب المدافع في الشبيكة والمسفلة والمعلاة في كل جهة مدفعان ثم اخرج بعض بني عمه في جماعة من عسكره اليمنيين وبعض الاشراف الى جرول لملاقاة اعدائه في بيت الزاهر وندب بعض المقاتلة للدفاع من جهة المسفلة والمعلاة وبقي في بيته ينتظر النتائج.
وندب الشريف محسن بعض الاشراف لمقابلة قاضي الشرع في مكة فلما قابلوه عرضوا عليه صورة مرسوم بتعيين الشريف محسن وقالوا انه صورة طبق الاصل وطلبوا تسجيله فامتنع القاضي حتى يحضر الاصل فثاروا به وضربوه واشتبك اتباع الفريقين في المسجد وفي جوار المحكمة بباب الزيادة وهوجمت بعض بيوت الاعيان والموظفين.
وفي اثناء الاضطرابات ارسل الشريف محسن برسالة خاصة الى الشريف احمد قبل الامير على اثرها ان يغادر مكة فغادرها في ٢٢ رجب عام ١١٠١ بعد ان حكمها سنة كاملة وتسعة وعشرين يوما (٢).
وفي التذييل على شفاء الغرام للعلامة الفاسي (٣) ما يخالف هذا فيقول : ان ذوي زيد تقدموا الى مكة من الطائف فاحتلوا جزءها الاعلى عنوة وأقاموا به يناجزون خصمهم نحو ٢٠ يوما حتى استطاعوا اجلاء أحمد بن غالب عنها.
__________________
(١) هو وادي فخ ونسميه الشهداء أو الزاهر.
(٢) خلائة الكلام للسيد دلاحن.
(٣) تذييل الشيخ عبد الستار الصديقي ٣٠٧.