اني لو كنت فيهم لقلت نعم كما يقولون لانها الكلمة الوحيدة التي تمليها قواميس السياسة الغاشمة في كل عصر.
ويقول الشريف عبد الكريم ان العثمانيين أرسلوا سعيدا ليتولى عليكم فيهمهم الخاصة برفض الاوامر العثمانية ويصيح العامة على جوانب المسجد انه باطل فتردد الاروقة صدى اصواتهم باطل. باطل (١)
ويجتمع المتجمهرون ويلحق بهم المرتزقة في البادية ليمشوا في ركابه ما ظفروا وينقلبوا الى خصمه أول ما تبدو بوادر الفشل.
وهكذ يلمع السلاح في ضحوة اليوم الرابع من ذي الحجة في أيدي المدافعين على كثب من ذي طوى بينما يختلس بعض المصريين خطاهم الى المسجد ليبرزوا للقاضي مرسوم السلطنة بتولية سعيد ويعلنوا قراءته فيثور من في المسجد منادين بطاعة الخليفة بعد ان كان صائحهم ينادي انه باطل فيضطرب المسجد وتسل السيوف من اغمادها ويصيح صائحهم «ليخرج عبد الكريم من مكة .. أندبوا من يطرده من ذي طوى» (٢) فيخف الرسل من العلماء يرجونه التنحي لسعيد الى انقضاء الموسم فيرفض المناصرون من حوله ويتفرق المرتزقة من الاعراب بحثا عن ميدان جديد يرتزقون من صليل سيوفهم فيه.
وينطلق اهل الفساد والجائعون ليغتنموا فرصة النهب والسلب واضطهاد الحجاج والاهالي في سبيل الكسب ، ويشتد الغلاء حتى أن أحدهم ليشتري كبشا
__________________
(١) افادة الانام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) المصدر نفسه وذو طوى : هو وادي العتيبية اليوم ، وبئر طوى معروفة في جرول بين مستشفى الولادة والشيخ محمود. (ع)