وظل أمر احمد بن سعيد على هذا الى أواخر عام ١١٨٦ ثم ثار عليه ابن أخيه سرور بن مساعد بن سعيد بن زيد (١)
ذكروا ان أحمد بن سعيد أراد ان يعزل وزيره في جدة يوسف قابل فكتب كتابا بالعزل سلمه الى أحد الأشراف وأمره بالذهاب الى جدة للقبض على يوسف وغله بالسلاسل وكان سرور بن مساعد في المجلس فلما علم بذلك اصر على اغتنام الفرصة لفائدة نفسه.
وكان سرور اذ ذاك شابا لم يتجاوز الثامنة عشر من عمره وكان شديد الثقة بنفسه كثير الطموح وكانت له على سنه منزلة في بني قومه تمتاز بنفاذ الكلمة.
أصر سرور على اغتنام الفرصة فركب ناقة مسرعة وتوجه الى جدة فوصلها قبل ان يصلها مندوبو العزل فنزل بدار يوسف قابل واتفق معه على أن يتصدى سرور لاعلان الثورة وان يمونها يوسف قابل بأمواله.
ولما وصل المندوبون وجدوا سرورا عنده وقد تصدى لمنعهم عنه فطلبوا اليه أن يصحبهم ويوسف قابل لمقابلة الشريف أحمد فخرجوا جميعا من جدة فلما كانوا في بعض الطريق عرج سرور ويوسف قابل الى وادي فاطمة حيث اجتمع سرور بمن يليه من رجال البادية ثم أرسل يستدعي بعض القبائل من عتيبة فوافوه طائعين.
وعلم احمد بالأمر فندب من يسوي الامر بينه وبين ابن اخيه فأبى سرور الا أن يجلي أحمد عن مكة فاستعد أحمد للدفاع.
واجتمع الثائرون في وادي فاطمة ثم انتقلوا الى العابدية (٢) ثم زحفوا الى
__________________
(١) تذييل شفاء الغرام للصديقي ٣١١
(٢) العابدية عين جنوب غربي عرفة على بعد كيلو واحد منها تقريبا