نواحي البادية فقد تمردت عليه هذيل اكثر من مرة فطوعها وتمرد بعض قطاع الطرق فأخلوا بأمنها فتعقبهم حتى جاء عليهم.
وخرجت قبيلة جهينة في عهده سنة ١١٩٤ على امير الحج الشامي (١) فاشتبك معها في قتال مرير وخرج بعض القبائل في حرب على امير الحج المصري في سنة ١٢٠٠ فأسر نفر منهم وأمر بكيهم بمحاوير محماة في خدودهم ليبقى ذلك وسما يعرفون به فتشفع فيهم بعض مشايخهم فأبى وأجرى عملية الوسم فصاح صائحهم «يا لقبائل حرب» فاجتمعوا من كل واد وأعملوا السيف في الحملة المصرية ومن يتبعها من الحجاج حتى لم ينج منها الا من استطاع الهرب وكان أمير الحج احد الهاربين (٢)
وكان سرور يميل الى الابهة واظهار امارته في مظهر فخم وكان يبذل في سبيل ذلك من الاموال شيئا كثيرا ففي رحلته التي تحدثنا عنها الى المدينة كان في ركابه خمسة الآف جمل محملة بالاثقال والعتاد وانواع من البسط والاثاث الفخم وكانت اقامته في المدينة ذات مظهر خلاب اظهر فيه من الابهة ما يتفق مع مزاجه وبذل من الفضة والذهب شيئا كثيرا.
ويحدثنا الدحلان (٣) انه احتفل في عام ١٢٠٢ بختان بعض اولاده فاستمر الحفل سبعة عشر يوما كانت عيدا اشترك فيه أهل الحارات جميعها بألعابهم ومزاميرهم كما اشترك الجند ورجال الحرس بموسيقاهم التي يسمونها «النوبة» وظل قصره يمد
__________________
(١) تقع منازل جهينة غرب المدينة في ينبع والعيص وأم لج وما حولها (ع)
(٢) خلاصة الكلام ٢١٨ وما بعده
(٣) المصدر نفسه ٢٢٣