اتيحت له مراقبة تنفيذ جميع اوامر السلطنة كما اتيح له في بعض الاحيان التي يتولى امر مكة فيها شريف مسالم او ضعيف ان يحد من نفوذ ذلك الامير ويسيطر باشرافه على مقدرات البلاد.
أما أصحاب الشخصيات القوية من الاشراف فكانوا يتجاهلون سلطته كما يتجاهلون في بعض الاحيان اوامر الخلافة العثمانية نفسها.
وكانت واردات البلاد من الحجاج والمكوس من نصيب الامراء في مكة يستولون عليها ويجعلون بعضها سهاما توزع على اقرباء بيت الامارة وقد ظل ذلك شأنهم في سنوات طويلة من اوائل الفتح العثماني الى ان استطاع قانصوه الوالي التركي في جدة ان يستغل ضعف الامير مسعود في مكة عام ١٠٤٠ كما تقدم بنا وان يضع يده على جميع الواردات ليضمها الى خزانة الدولة العثمانية.
ولم يدم ذلك طويلا لاننا نجد الشريف زيدا رأس الامراء من ذوي زيد ما لبث ان تولى الحكم ونشط للمطالبة بالواردات ومع هذا لم يظفر الا ما يعادل نصفها وبقي النصف الاخر تتسلمه خزائن العثمانيين التي استحدثت في جدة لقاء عناية العثمانيين بشؤون الحج وعمارة الحرمين. وقد حاول بعد ذلك الوالي العثماني في عهد مسعود بن سعيد ان يماطل في استحقاقه من واردات جدة فمضى مسعود بجيشه الى جدة فاحتلها وطرد الوالي التركي ثم كتب بذلك الى الخلافة فارسلت واليا غيره وأمرته بصرف استحقاق الامير.
وباستحداث الخزانة التركية في جدة واستحواذها على نصيبها من الواردات في عام ١٠٤٠ وما بعدها اخذ الحكم العثماني يوطد لنفسه في مكة اكثر مما كان