وأمر السلطان سليمان بشراء بعض القرى في مصر من أمواله ووقف وارداتها على الغلة ترسل من مصر سنويا لتوزع في مكة بموجب الدفاتر السلطانية كما امر بزيادة المبالغ التي كانت ترسل صرا الى الحرمين.
وفي عهد سليم بن سليم بن سليمان زيدت الغلة سبعة آلاف أردب اخرى تحمل من الاوقاف السلطانية في مصر على ظهور الجمال الى السويس ثم تشحن في السفن السلطانية التابعة الى جدة او ينبع.
وهي فضائل قد يكون اجداد العثمانيين أرادوا بها المثوبة والاحسان او مجرد السمعة والدعاية او غيرهما الا اننا لا نشك ان ذلك أساء الى اهالي الحرمين اكثر مما احسن اليهم فقد عودهم قبول الاحسان بما في هذا التعود من خمول وكسل واذا علمنا ان هذه الصدقات ظلت جارية طوال قرون كاملة وانها كانت تتسع باتساع عدد السكان وان مخصصاتها كانت تعول جلة الاسر في مكة من العام الى العام علمنا نوع الاعداد الذي اعد فيه هذا الشعب وبطل تعجبا من تنشئة اجياله بالتعاقب على اقتناص الهبات والصدقات واستغنائه بها عن الخوض في مجال الحياة التي تخوضها امم الارض.
ولو فكر اولئك المحسنون في صرف تلك المبالغ التي لا يوفيها الحصر في احياء الاراضي الموت وحفر الآبار وتعميم المدارس تعميما شاملا وانشاء دور للصناعات لنشأت البلاد غير هذه النشأة التي تعاني مرارتها إلى اليوم.
وبحسبنا ان نعلم انه مر بالبلاد في هذا العهد الذي ندرسه غير قليل من النصب لأن الفتن التي كانت تنشب بين امرائها كثيرا ما تحول دون وصول