وبوفاته بويع ابنه سعود بالامامة في الدرعية والبلاد التابعة لنجد (١).
وأهل موسم الحج في عام ١٢١٨ والمناوشات بين الفريقين على أشدها في شرقي مكة وشمالها الشرقي ثم اتسعت دائرة القتال في الجنوب لأن عبد الوهاب «أبو نقطة» قام في بعض عربانه من عسير يناصر السعوديين فاشتبك مع جند غالب في الجنوب في عدة وقائع.
وأحصيت الوقائع التي اشتبك فيها غالب مع النجديين وأنصارهم على اثر عودته الى مكة فكانت نحوا من ثلاثين واقعة ساعده في بعضها عسكر من حامية الاتراك التابعة للحجاز ، وكانت جيوش النجديين تتقدم في بعض هذه الوقائع حتى تصل الى عرفة او وادي فاطمة ثم تنسحب ثم تعود اليهما مرة اخرى (٢).
ولما اهل موسم الحج في عام ١٢١٩ كان عدد الحجاج فيه قليلا يصحب المحمل المصري والشامي وكانت مكة محاصرة من جميع الجهات من القبائل التي انضمت الى السعوديين وفيهم قحطان وزهران وغامد وكثير من قبائل حرب وقريش (٣) وهذيل ولحيان والجحادلة وكثير من الاعراب المتاخمين لمكة وغير هؤلاء وقد قطع الماء عن مكة بفعل المهاجمين ولم يقف على عرفات أحد من اهالي البلاد.
وطلب غالب الى امير الحج الشامي بعد الحج أن يعينه في محنته بعسكره فلم يقبل ورجا اليه أن يرسل بعض جماله لحمل الأرزاق من جدة الى مكة فأبى وكان قد كتب قبل ذلك الى تركيا يطلب نصرتها فلم تجبه الى شيء رغم انها كانت لا تنظر بعين الرضا الى دعوة السعوديين ولا غرابة في تقاعسها فقد كانت
__________________
(١) عنوان المجد ج ١ ص ٢٢٥
(٢) افادة الانام «مخطوط»
(٣) من زمن طويل ليس لبادية قريش شأن يمكنها من الحرب ، الا اذا كان المقصود قريش ثقيف. (ع)