وقد فشلت الحملة في مهمتها بعد أن دامت نحو سنتين واضطر محمد بن عبد المعين الى الرجوع الى مكة ومن ثم كتب الى صاحب مصر يحمل محافظ مكة تبعة الفشل بدعوى قصوره في ارسال الامداد بينما كتب محافظ مكة أحمد باشا يعزو اسباب الفشل الى الشريف محمد بن عبد المعين.
ورأى محمد علي باشا في مصر ان يدعوا الشخصين ليسمع منهما فلما انتهيا لي مصر عام ١٢٥٢ وسمع قولهما طلب الى الشريف محمد بن عبد المعين أن يبقى عنده في مصر ليتولى احمد باشا أمر الحملة الى عسير فبقي الشريف وعاد احمد باشا الى مكة حيث قاد الحملة الى عسير وفي صحبته بعض أصدقائه من الأشراف.
وانتصرت الحملة في حركاتها عام ١٢٥٣ واستطاع احمد باشا أن يستخلص بلاد غامد وزهران ثم تعذر عليه التقدم الى بني شهر وبلاد عسير ثم ما لبثت أصحاب عسير أن استأنفوا هجومهم واستعادوا بلاد غامد وزهران في عام ١٢٥٤ وقد ظل احمد باشا يباشر حملته في عسير بعد ذلك نحو سنتين دون أن ينتهي الى نتائج حاسمة (١).
وفي هذا العهد ـ وكان محمد بن عبد المعين بن عون لا يزال مقيما بمصر ـ عصت بعض القبائل من حرب فجرد عليها محمد علي باشا حملة من مصر قوية بقيادة سليم باشا اطزبير فسارت الحملة حتى عسكرت في الغاربة والخيف (٢) ثم تغلبت على كثير من الخيوف فنهبت ما فيها وأحرقت زروعها ونخيلها وشتتت شمل المقاتلين حتى لاذوا بالفرار وتحصنوا برؤوس الجبال وشرعوا يقطعون الطرق في جهات متفرقة من باديتهم.
__________________
(١) افادة الأنام للشيخ عبد الله غازي «مخطوط»
(٢) هما من عيون وادي الصفراء. (ع)