كلفت الدولة ما يزيد عن ١٧٠٠ جنيه (عثماني) عدا ألفي جنيه تسلمها كنفقات سفر وأنه صحبته في الباخرة لجنة فنية لتخطيط ديار حرب التي كانت تضطرب بالفتن وحوادث العدوان وقد انتهى الى ينبع في ٧ جمادي الاول فأقام اسبوعا ومنها بلغه ان المدينة تعاني من الضنك والشدة كثيرا لقلة ورود الأرزاق اليها نتيجة لارتباك طرق القوافل فأمر بنقل الأرزاق اليها من ينبع فسارت الاحمال في قافلة بلغت ألف جمل فاستقبلت المدينة ذلك بسرور عظيم وهبطت الاسعار حتى بلغت أقة اللحم ثلاثة قروش وكيلة الارز خمسة قروش ونصف وكيلة القمح أربعة قروش ونصف.
وبعد أن أقام عبد المطلب في المدينة نحو اسبوعين استأنف عودته الى ينبع فاستقل الباخرة التي كانت قائمة تنتظره فتوجه بها الى جدة حيث أقام أربعة أيام استقبل أعيان الاهالي في جدة وكبار الوافدين من مكة ثم انتقل الى مكة فدخلها ليلة الجمعة ١٨ جمادي الاخرة ١٢٩٧ ه في حفل عظيم ونزل في قصره بالقرارة (١).
ويشير الحضراوي (٢) الى رجال الدوائر الاميرية فيقول ان عبد المطلب كان قد صحبه رجل من الشام يسمى جمال أفندي وآخر من اليمن يسمى محمد جابر وقد قيل أن الاخير كان مأمورا لبعض الجمارك فاعتقل في مكة بتهمة تبديد أموال الدولة في عهد الأمير عبد الله ثم استطاع أن يلحق بالاستانة وان يتصل بالشريف عبد المطلب ويلتحق بمعيته فاصطحبه بعد أن تقلد الامارة الى مكة
__________________
(١) هدم القصر في عام ١٣٨٢ وقام على انقاضه شوارع ودكاكين
(٢) تاج وتواريخ البشر «مخطوط»