بدأت معها مناوشات فيصل وعلي حول المدينة .. كما كانت انذارا لابنه عبد الله ليترك الطائف في قبائله الموالية ثم يحاصرها خارج السور .. كما كانت اذنا للمتطوعين في مكة ومن حاراتها وقبائلها ليبدأوا الهجوم على مراكز الاتراك المتفرقة وللمحتشدين في سهول جدة ليهاجموا حاميتها التركية.
وكانت حامية جدة أسبق الى التسليم لان ثلاثة من بوارج البريطانيين ساعدت المهاجمين على ضرب تحصيناتهم فاضطرتهم للتسليم بعد ثلاثة ايام من بدء الحصار.
اما مكة فقد بدأ الثوار بحصار الثكنة العسكرية فيها بجرول كما حاصروا قلعة اجياد ومركزي الحميدية والصفا وقد استسلم المركزان بعد مناوشات بسيطة ، اما الثكنة العسكرية فقد احس من فيها بالرصاص يتناثر حولهم في الصباح الباكر وكان جند الاتراك يقومون بتمريناتهم في ساحة الثكنة فأسرعوا الى دخول الثكنة وخاطب آمرهم الشريف الحسين تلفونيا يسأله عن الحادث فأجابه : ان العرب لا تريدكم حكاما عليهم ، فقال الآمر اننا مستعدون للتسليم اذا ندبتم من تختارون لذلك فندب الحسين لهم أحد الاشراف (شرف عبد المحسن البركاتي (١) فطلب اليه آمر الجند أن يدخل الثكنة لتجري أعمال التسليم فتقدم يخطو الى الباب وما كاد يفعل حتى نبهه أحد الضباط العرب فنجا بنفسه ودخل الجند فاستعدوا للدفاع وظلت المناوشات اياما ثم سلموا أنفسهم.
وسلم حصن القلعة بعدهم بنحو اسبوع بعد ان دافع الاتراك جهد استطاعتهم واستطاعوا ان يشعلوا النيران في جملة من بيوت مكة كانت تقع في اجياد خلف المستشفى الجديد كما اصابت بعض نيرانهم حجرا في الكعبة فسقط واندلعت
__________________
(١) هر صاحب الرحلة اليمانية ، كان من المقربين الى الحسين (ع)