دين الله ويحمي به حرمه الشريف الذي أمر الله بتطهيره وتعظيمه واحترامه كما قال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وقد أرسلنا سرية من المسلمين لاحتلال الطائف لاجل القرب للتفاهم بيننا وبين اخواننا ، فأحببت ان أعرض عليكم ما عندي فان أجبتمونا فنعم المطلوب وان أبيتم فهذا الذي يعذرنا عند الله وعند المسلمين ، وابرأ الى الله أن أتجاوز شيئا مما حرمته الشريعة خصوصا في هذا الحرم الشريف الذي قال الله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) وحرمة هذا البيت معلومة حتى عند المشركين الاولين كما قال الشاعر :
ان الفضول تعاقدوا وتعاهدوا |
|
ان لا يقر ببطن مكة ظالم |
وأما الامر الذي عندي لكم فهو أني أقول : عليكم يا أهل مكة وأتباعها من الاشراف وأهل البلد عموما والمجاورين والملتجئين من جميع الاقطار عهد الله وميثاقه على أموالكم ودمائكم وان تحترموا بحرمة هذا البيت كما حرمه الله على لسان خليله ابراهيم ومحمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم ، وان لا نعاملكم بعمل تكرهونه وان لا يمضي فيكم دقيق ولا جليل الا بحكم الشرع لا في عاجل الامر ولا في آجله ، وان نبذل جدنا وجهدنا فيما يؤمن هذا الحرم الشريف وسكانه وطرقه والوافدين اليه الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، وان لا نولي من تكرهونه ، وان لا نعاملكم معاملة الملك والجبروت بل نعاملكم بمعاملة النصح والسكينة والراحة وان لا يكون أمر هذين الحرمين الشريفين الا شورى بين المسلمين ، وان لا يمضي فيها أمر يضر بهما أو بشرفهما أو بأهلهما الا ما وافق عليه المسلمون ،