وأهمل حقوق هذه البقعة المباركة عليه ونسي طريقة السلف الصالح التي هي شرفه وشرف المسلمين خصوصا وشرف العرب عموما ، ولا شك أن من ترك ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه وأصحابه وهو يتسمى باسم الاسلام وبالخصوص ان كان من أهل البيت الشريف وطمع الى غيرها من الزخارف التي هي أكبر شؤم على الاسلام خصوصا وعلى العرب عموما فهو لا خير فيه ، فمنذ دخل الحجاز جعل أكبر همه الايقاع بنجد والنجديين وقد تظاهر بذلك واضحا منذ أن تفرد بالحكم ، وقبض على زمام الامور فيها وقد بلغ من التهور أن منع أهل نجد قاطبة من حج بيت الله الحرام وهو أحد الاركان الخمسة فضلا عما له من المظالم والمعاملات القاسية تجاه حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من مشارق الارض ومغاربها.
ومن هذه المدة قد تركنا التدخل في امور الحجاز لاجل احترام هذا البيت ورجاء للسلم والامان ولكن مع الاسف اننالم نحظ بذلك منه وفي هذه الايام الماضية في سفره الى الاردن بانت نواياه ومقاصده للمسلمين نحونا ، حينما طلب تجزئة بلادنا وتشتيت شملنا حتى لقد يئسنا من الوصول الى حسن التفاهم معه لجمع كلمة العرب ، ووالله لا نعلم شيئا له من النقم علينا الا كما قال تعالى : (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ولكننا ولله الحمد لسنا متأسفين على شيء اذا سلم لنا شرفنا في أمر ديننا ودنيانا فليس لنا قصد في زخارف الحسين وأتباعه لا في ملك ولا خلافه ، ولكن غاية قصدنا وما ندعو اليه هو ان تكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر ويسلم شرف العرب ، فلذلك لحقتنا الغيرة الاسلامية والحمية العربية ان نفدي بأموالنا وأنفسنا ما يقوم به