واذا اجمع هؤلاء على ذلك فانما يجمعون عليه في سبيل الصالح المشترك وهم يرون انه من الضروري جدا ان يتم تنظيم الاراضي المجزأة ، ليعرفوا على اي اساس يؤسسون حياتهم كيلا تعارضهم انكلترا أو احدى حليفاتها في هذا الموضوع مما يؤدي الى نتيجة معاكسة ، الأمر الذي حرمه الله وفوق هذا فان العرب لم يطلبوا ـ في تلك الحدود ـ مناطق يقطنها شعب أجنبي بل هي عبارة عن كلمات وألقاب يطلقونها عليها.
اما الخلافة فان الله يرضى عنها ـ ويسر الناس بها.
وانا على ثقة يا صاحب الفخامة انكم لا تشكون قط اني لست أنا شخصيا الذي يطلب تلك الحدود التي يقطنها عرب مثلنا ، بل هي مقترحات شعب بأسره ، يعتقد انها ضرورية لتأمين حياته الاقتصادية.
أو ليس هذا صحيحا يا فخامة الوزير؟
وبالاختصار فاننا ثابتون في اخلاصنا ، نصرح بكل تأكيد بتفضيلنا لكم على الجميع أكنتم راضين عنا ـ كما قيل ـ أو غاضبين!
أما ما يتعلق في قولكم بأن قسما من شعبنا لا يزال يبذل جهده في سبيل تأمين مصالح الاتراك ، فلا اظن ان هذا يبرر «البرودة» و «التردد» اللذين شعرت بهما في كتابكم فيما يتعلق بموضوع الحدود ، الموضوع ، الذي لا اعتقد ان رجلا مثلكم ثاقب الرأي ينكر انه ضروري لحياتنا الادبية والمادية وأنا حتى الساعة لا أزال أنفذ ما تأمر به الديانة الاسلامية في كل عمل اقوم به واراه مفيدا وصالحا لبقية المملكة ، واني سأستمر في هذا الى ان يأمر الله بغير ذلك!