٢ ـ لما كان العراق قسما من المملكة العربية ، وكان مركز حكومتهم في عهد علي ابن ابي طالب ، والخلفاء الذين تبعوه ، ولما كان هذا القطر مهد الحضارة العرب ، ومدنيتهم ، وفيه انشئت ابنيتهم الاولى وفيه عظمت قوتهم فان العرب القريبين والبعيدين ينظرون الى هذا القطر نظرة اعتبار خاصة ولا يستطيعون ان ينسوا بسهولة تقاليدهم وذكرياتهم ولذلك اعتقد انه ليس في المستطاع اقناع الشعب العربي بالتنازل عن هذا القطر انما رغبة منا في تسهيل الاتفاق واعتمادا على عهودكم في المادة الخامسة من كتابكم وحفظا لمصالحنا المشتركة في هذا القطر ، فقد يوافق ان نترك الان لمدة قصيرة الاراضي التي تحتلها الجيوش الانكليزية ، تحت ادارة انكلترا ، لقاء مبلغ من المال يدفع كتعويض عن مدة احتلال تلك المنطقة ، واحترام اتفاقكم مع شيوخها.
٣ ـ واذا كنتم ترغبون في الاسراع بالثورة فاننا نرى ان امامنا كثيرا من المخاوف واول ما نخشاه ان يقوم مسلمو الطرف الاخر ، ويلوموننا على حركتنا وثورتنا على حكومة اسلامية.
ثم هناك امر آخر نخشاه ، وهو اننا اذا وقعنا في وجه الاتراك ووراءهم جميع القوى الالمانية ، فاننا لا نستطيع ان نعرف ، اذا كان من الممكن ان تضعف احدى الدول المحالفة وتطلب الصلح وتتركنا انكلترا وحدنا امام الأتراك ام لا؟
فاذا تم هذا وبقي العرب وحيدين امام الاتراك فماذا نصنع؟
٤ ـ ان الاتراك ما يكادون يروننا وحيدين حتى يعمدوا الى الانتقام منا فيعبثوا بحقوقنا المادية والمعنوية ، ويعتدوا على كرامتنا وشرفنا بمساعدة حليفتهم المانيا.