وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل لأبيه : يا أبت ، أىّ رجل كان الشافعىّ ، فإنّى رأيتك تكثر الدعاء له (١)؟ فقال : يا بنىّ ، كان الشافعى كالشمس للدنيا ، وكالعافية للناس ، فانظر هل تجد لهذين من خلف أو عنهما من عوض (٢)؟.
وعن الربيع بن سليمان قال : كان الشافعى يفتى وهو ابن خمس عشرة سنة ، وكان يحيى الليل إلى أن مات (٣).
وعن الحميدى (٤) قال : سمعت الشافعىّ رضى الله عنه يقول : قال لى خالد الزنجى : «أفت يا أبا عبد الله ، فقد آن لك أن تفتى». والشافعى إذ ذاك سنّه ما ذكر (٥). نفعنا الله بعلومه وبركاته.
وقال حسين بن علّى الكرابيسى (٦) : بتّ مع الشافعى ليلة ، فكان يصلى عامّة الليل ، فما رأيته يزيد على خمسين آية فى التلاوة ، وإذا أكثر فمائة ، وكان لا تمر به آية رحمة إلّا سأل الله لنفسه وللمؤمنين أجمعين ، ولا تمرّ به آية عذاب إلّا تعوّذ منها وسأل الله تعالى النجاة لنفسه وللمؤمنين أجمعين.
__________________
(١) «له» عن «ص».
(٢) فى «ص» : «من خلف منهما أو عوض عنهما؟». ولم ترد فى «م» جملة : «أو عنهما من عوض».
(٣) فى «م» : «كان الشافعى يحيى الليل وهو ابن خمسة عشر سنة (هكذا) وأفتى فى هذه السن إلى أن مات».
(٤) من هنا إلى قوله : «ويضعف صاحبه عن العبادة» عن «م» وساقط من «ص».
(٥) أى : خمس عشرة سنة. هكذا فى «م». وفى تاريخ بغداد : «نبأنا الحميدى عبد الله بن الزبير قال : سمعت مسلم بن خالد الزنجى ـ ومرّ على الشافعى وهو يفتى وهو ابن خمس عشرة سنة ، فقال : يا أبا عبد الله ، أفت ، فقد آن لك أن تفتى». وقد علّق على ذلك الخطيب البغدادى قائلا : «وليس ذلك بمستقيم ، لأن الحميدى كان يصغر عن إدراك الشافعى وله تلك السن. والصواب ما أخبرنا على بن المحسن قال : نبأنا محمد بن إسحاق الصفار قال : نبأنا عبد الله بن محمد بن جعفر القزوينى قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : سمعت عبد الله بن الزبير الحميدى يقول : قال مسلم بن خالد الزنجى للشافعى : يا أبا عبد الله أفت الناس ، آن لك والله أن تفتى ، وهو ابن دون عشرين سنة. [انظر المصدر السابق ج ٢ ص ٦٤].
(٦) فى «م» : «السبتى» وما أثبتناه عن تاريخ بغداد ج ٢ ص ٦٣ ، وانظر الإمام الشافعى للشكعة ص ١٨٩.