كما ان وجود الأعضاء من يدين وقدمين ووجه وأسنان وأصابع مهما كان كنهها ، إنما يدل ، ليس فقط على ان الله مُحدَث ، بل على حاجة الله الى هذه الاعضاء (الصفات) ، فاليد والاصابع ليمسك السماوات والأرض ، والعين لكي يرى ، والقدم لكي يقف عليها ، فهل هو بحاجة الى هذه الأعضاء حتى يتحرك بها بطلاقة؟
تُرى ما جدوى الاضراس التي يؤمن بها أهل السُنّة وان فم الله يحويها؟ هل لكي يسحق بها الطعام؟ سبحان الله عمّا يصفون. أما العرش الذي يعتقد أهل السُنّة والجماعة بأن الله يجلس عليه ، فهو في الحقيقة ، عرش رمزي خلقه الله تعالى لاثبات قدرته وعظمته ، حيث تحفّ الملائكة حوله وتسبّح بحمد ربها كما يقول القرآن الكريم ، هذا العرش مثله مثل الكعبة المُشَرّفة التي جعلها الله بيتاً رمزياً له ، لا أن يسكنه كما هو معلوم ، وكل الروايات التي تبيّن جلوس واستواء الله على العرش وان لكرسيه أطيطاً وما إلى ذلك ، فهي روايات واضحة الوضع ولا تنسجم مع العقل والمنطق وتعاليم القرآن الكريم حيث ان كرسي الله الرمزي يسع السماوات والأرض على حد التعبير القرآني : وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (١).
__________________
(١) البقرة ٢٥٥.