ولما حانت وفاة الخليفة الأول ، أوصى من بعده الى الخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي بايعته الأمّة خليفة عليها ، وهو الخليفة الراشد الثاني الذي عيّن قبل موته مجلساً للشورى يتكون من ستة من الصحابة الأجلّاء. وانتخب هذا المجلس الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفّان الذي في عهده حدثت فتنة كبرى أثارها بعض المشاغبين في مصر والعراق والمدينة المنوّرة أدّت الى مقتل عثمان ومبايعة المسلمين لعلي رابع الخلفاء الراشدين.
وفي عهد الخلفاء الراشدين الثلاث تم تدوين القرآن بعد إن كان موزّعاً في الصحف والرقاع والصدور.
وكان عهد هؤلاء الخلفاء الراشدين ، عهد عدالة ورفاهية ومساواة بين الرعية ونبذ للظلم والاجحاف والتلاعب بمقدرات المسلمين لأن سيرة هؤلاء الخلفاء ، كانت امتداداً للسيرة النبوية ولم تشهد تعسفاً وإنحرافاً عن المبادئ والتعاليم الاسلامية ، ولذلك فهي تعتبر سيرة مثالية. وأقوال وآراء الخلفاء الراشدين حجة في الدين ، إذ كانوا مجتهدين يراعون المصلحة الاسلامية العليا.
وقد منع الخلفاء الثلاث الأوائل تدوين الحديث لئلا يختلط بالقرآن الكريم ، وتخللت عهودهم فتوحات عديدة في العراق وفارس وسوريا ومصر ، غير ان الاوضاع تغيرت بعد مقتل الخليفة الرابع علي بن أبي طالب على يد الخوارج فقد أصبح الحكم ورائياً ينتقل من الآباء الى الأبناء.
ولم يكن الحكم الأموين الذي أخلف الحكم الراشد ، صفات الحكم الاسلامي العادل سوى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز الذي يُعدّ خليفة راشد خامس.
ولم تتوقف الفتوحات في العهد الأموي ، بل امتدت الى أقاصي آسيا وافريقيا حتى شملت الاندلس.