آخرها في حجة الوداع حيث قال للحجيج : «إني بشر أوشك ان يأتي رسول ربي فأجيب» ، أفيجهل عمر كل هذه الأمور البديهية؟ في حين مرّ خبر وفاة الرسول على الأمّة ، بشكل طبيعي ، إذ صدّقه كل المسلمين آنذاك بإستثناء عمر بن الخطاب.
إما ادعاء عمر فيما بعد بأن الذي حمله على تكذيب خبر وفاة الرسول ، انه كان يقرأ الآية : وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ... (١) ، اذ كان يظن ان رسول سيبقى في أمّته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها (٢). إن مثل هذا الادعاء ، يفتقر للصدقية ، ولا يصمد أمام الحقائق الناصعة في هذه القضية ، لأن الرسول سيشهد على أمّته يوم القيامة بما عملت ، وهل حققت وحفظت الأمانة التي أودعها فيها أم خانتها؟ وليس هناك من داعٍ ليبقى الرسول آلاف السنين لكي يحقق شهادته على الأمّة!!
ومن الأمور الدينية والشرعية التي خاض فيها عمر بن الخطاب وتبيّن جهله فيها ، مسألة التيمم في حالة عدم وجود ماء ، حيث ان القرآن الكريم حَسَم المسألة في قوله تعالى : وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا. (النساء ٤٣)
والآية القرآنية الأخرى ، هي : فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ
__________________
(١) البقرة ١٤٣.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ : ٦٦١ و٦٦٦ ؛ كنز العمال ٧ : ٢٤٧ / ١٨٧٧٦ ؛ الدر المنثور ٢ : ٨١.