إطلاعه على الآيات القرآنية والاحاديث النبوية ـ نَظَر الى أقضية أبي بكر ، وإلا دعا الصحابة ورؤوس الناس ، فإذا أجمعوا على أمر ، قضى به (١).
كما كان عمر يدعو ابن عباس للمسائل المعضلة التي تواجهه ، فضلاً عن شيوخ المهاجرين والانصار (٢).
وهكذا لم يكن عمر بن الخطاب ، من الفقهاء أبداً وانما يعتمد على الآخرين ، في ايجاد الحلول للمشاكل والمعضلات التي كثيراً ما تواجهه وهو الخليفة الذي يتوقّع المسلمون أن يكون المرْجع لكل الأمور الدينية والدنيوية.
في هذا ا لمجال ، قال النبي صلىاللهعليهوآله مرّة ليس لعمر بن الخطاب فقه (٣) ، وعمر نفسه يقول لرعيته بأنه لعلّه ينهاهم عن أمور تصلح لهم ، ويأمرهم بأمور لا تصلح لهم (٤).
ولنأخذ مثلاً ، قضية ميراث الجد ، فعمر يقول بأنه يقضي في الحد برأيه (٥) ، اي لم يكن يفقه في هذه المسألة شيئاً ، وليس له أي مقدرة على استنباط الحكم من الكتاب والسُنّة ، بل ربما لم يطّلع على الآيات والاحاديث النبوية الواردة في هذه القضية أصلاً.
فعمر بن الخطاب سأل النبي صلىاللهعليهوآله عن ميراث الجد مع الأخوة ، فقال له : ما سؤالك عن هذا يا عمر؟ إني أظنك تموت قبل أن تعلمه ، وقال راوي الحديث ـ سعيد بن المسيب : فمات عمر قبل أن يعلمه (٦).
__________________
(١) المذاهب الفقهية ١٩.
(٢) ذخائر العقبى : ٢٢٧.
(٣) مجمع الزوائد ٢ : ٦١.
(٤) تأريخ بغداد ١٤ : ٨١.
(٥) الاحكام ـ الآمدي ٣ : ٨١.
(٦) كنز العمال ١١ : ٥٧ / ٣٠٦١١ ؛ مجمع الزوائد ٤ : ٢٢٧.