رسول الله أو من أحد من أصحابه ، اذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ (١).
والصلاة كما يشهد الكل ، عمود الدين ، وهي على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، وكانوا يقيمونها خمس مرّات في اليوم مع رسول الله ، وحتماً كان عمر بن الخطاب يقيمها جماعة معه صلىاللهعليهوآله في المسجد النبوي الشريف ، ألم يشكْ عمر في الصلاة آنذاك أو غيره من الصحابة؟ أم ان شكّ عمر في صلاته قد حدث أول مرّة في حياته أيام خلافته ، فسأل الغلام عن الشكّ ، وهل سمع من رسول الله شيئاً عن شكوك الصلاة؟ انه لغز محيّر بحاجة الى حل وتفسير ، وإذا كان أمير المؤمنين عمر يجهل شكوك الصلاة ، والمؤمنون يتبعونه في كل الأمور ، فكيف هو حال المؤمنين أنفسهم؟ وكيف يجهل الأمير ، فيسأل أتباعه الذين هو أميرهم؟
وفَقَد عمر ـ مرّة ـ أحد أصحابه ، فانطلق مع عبد الرحمن بن عوف الى منزله ، فوجد الباب مفتوحاً وهو جالس وامرأته تصبّ له في الاناء ، فقال عمر لابن عوف : هذا الذي شغله عنّا ، فقال ابن عوف لعمر : وما يدريك ما في الاناء؟ فقال عمر : أتخاف أن يكون هذا تجسّساً؟ قال : بل هو التجسّس.
قال عمر : وما التوبة من هذا؟ قال ابن عوف : لا تعلمه بما اطّلعت عليه من أمره (٢).
وفي حالة مشابهة ، كان عمر يدور في المدينة ـ ليلاً ـ فسمع صوت رجل في أحد البيوت يتغنّى ، فتسور عليه الجدار ، فوجد عنده امرأة وخمراً ، فقال له : يا عدو الله ، أظننت أن الله يسترك وأنت على معصية؟ فقال الرجل لعمر : لا تعجل عليّ ، إنْ أكون
__________________
(١) مسند احمد ١ : ١٩٠.
(٢) كنز العمال ٨٠٧ : ٣ / ٨٨٢٥.