ومعناها. فمرّة كان عمر يقرأ آية كريمة فوصل الى عبارة ، فاكهة وأبّاً ، فقال : ما الأبّ؟ ثم أ ردف قائلاً : إن هذا ل هو التكلّف فما عليك أن لا تدري ما الأب (١).
ولكن عمر لم يكن مصيباً في قوله ، ان البحث عن الأبّ هو من باب التكلّف ، فإن كان يجهل معنى الأبّ ، فعليه أن يسأل الصحابة ومفسّري القرآن لكي يبيّنوا له معنى الأبّ.
وقرر عمر ـ يوماً ـ رجم امرأة حامل اعترفت بالفجور ، فتلقاها علي بن أبي طالب ، فقال : ما بال هذه؟ فقالوا : أمر عمر برجمها. فردّها علي ، وقال لعمر : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها ، ولعلك انتهرتها وأخفتها ، وقال عمر : قد كان ذلك ، قال علي : أو ما سمعت رسول الله ، قال : لا حدّ على مُعترف بعد بلاء ، انه من قُيد أو حُبس أو تُهدّد فلا إقرار له ، فخلّى عمر سبيلها (٢) ، وهمّ الخليفة الثاني برجم امرأة قد ولدت لستة أشهر ، فبلغ ذلك علياً ، فقال له أن لا حدّ عليها ، فخلّى عمر سبيلها ، وقال : لولا علي لهلك عمر (٣) ، وفي هذه القضية أقرّ عمر بأنه لولا الصحابي علي بن أبي طالب لهلك ، وهو إقرار بأن علياً ينجيه من المعضلات والمواقف الصعبة والحرجة.
وهناك موقف للخليفة عمر يثبت جهله وإهماله لمطالب بالغة الاهمية ، تتعلق بتطبيق التعاليم القرآنية ، إذْ كان قد ردّ على شكوى الوفد المصري من إهمال أوامر في كتاب الله ، يرون نبأنه لا يُعمل بها ، ردّاً لا ينسجم وموقع الخليفة كأمير للمؤمنين ، إذ بدلاً
__________________
(١) كنز العمال ٢ : ٣٢٨ / ٤١٥٤ ؛ الدر المنثور ٦ : ٣١٧.
(٢) المناقب للخوارزمي : ٨١.
(٣) السنن الكبرى ـ البيهقي ٧ : ٤٤٢ ؛ المواقف ـ الايجي ٣ : ٦٢٧.