سمعوا منه صلىاللهعليهوآله الكثير من الحديث الشريف ، ولم يسمعوا منه صلىاللهعليهوآله ، أمراً بمنع تدين او التحدّث بالحديث الذي كان يدلي به ، والا لامتنعوا قبل غيرهم ، فلماذا يتم منعهم من التحدّث بالسُنّة النبوية؟
وإذا حُرِم المسلمون في الاصقاع البعيدة من الاستفادة من هؤلاء الصحابة المقرّبين الذين كانوا ملازمين لرسول الله ، وسمعوا الكثير من حديثه ، فعلى من يعتمد المسلمون للتزوّد بالسُنّة النبوية التي هي المصدر الثاني للأحكام والشرائع الدينية؟ وهل كان عمر ابن الخطاب أعلم من هؤلاء بالسُنّة النبوية ، وهو الذي طالما كان يجهل النصوص الشرعية باعترافه هو نفسه ، وان الناس أفقه منه حتى ربات الحجال. بل ان بعض الصحابة يتّهمه بأنه كان يشغله التسكع في الأسواق.
٢ ـ ان سجن هؤلاء الصحابة الكبار في المدينة ، ومنعهم من التحدّث بالسُنّة النبوية ، تشكيك بهم وتكذيب لهم ، وإنهم في إكثارهم للحديث النبوي ، يتعدّون الصدق والأمانة في النقل بحيث يضعون الحديث من عند أنفسهم ويلصقونه بالنبي صلىاللهعليهوآله او يحرّفونه على الاقل ، واذا كان هذا هو حالهم ، فكيف ينسجم موقف عمر هذا من الصحابة ، والقاعدة السُنّية التي تسبغ العدالة المطلقة على كل الصحابة وانهم لا يكذّبون على الرسول بتاتاً.
٣ ـ عندما كان الخليفة عمر يبعث بالولاة والعمال الى الأقطار والولايات والامصار ، يأمرهم بالتقليل من الحديث النبوي ما استطاعوا وان عليهم الاكتفاء بالقرآن الكريم دون أن يضع لهم ضوابط في ذلك (١) مع العلم ان رسول الله طالما وعظ ونهى عن أشياء مثل القرآن أو أكثر ، وحذّر من الذين
__________________
(١) تأريخ الطبري ٣ : ٢٧٣.