والفاجر والاعرابي (١).
فأولاً : ان الذين كانوا يُحدّثون عن رسول الله ، أكثرهم من أكابر الصحابة الذين لم يشهد عليهم أحد بالكذب أو شهادة الزور ، مثل عبد الله ابن مسعود وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان ، وأبو مسعود الانصاري وأبو الدرداء وغيرهم ، فلماذا لم يستدعهم الخليفة الثاني ليدوّنوا الحديث النبوي في صحف محدّدة ، ولَما ينقضي على موت الرسول سوى سنين معدودة ، سنتين ونيف أو ثلاث سنوات ، وبالتالي ، يزول الخوف من الكذب على الرسول ، أو الخشية من اختلاط القرآن بالحديث النبوي؟
وثانياً : ما الفرق بين الإكثار أو الإقلال من الحديث النبوي ، مادام الصحابة قد حفظوا السُنّة النبوية؟ فبعض الصحابة قد أثروا من الحديث لكونهم أقرب الى رسول الله وأثر التصاقاً به ، بينما هناك صحابة أقلّوا الحديث عنه صلىاللهعليهوآله لقلّة الملازمة له ، ماداموا كلهم صحابة ولا يكذّبون على الرسول لكونهم بأجمعهم عدولاً ، وانه صلىاللهعليهوآله قد أوصى بأصحابه خيراً ، وان على المسلمين أن يأخذوا سُنّته منهم ، لأنهم ثقة عدولٌ لا يحق لأحد أن يشكّك فيهم أو في سلوكهم وأعمالهم وأقوالهم؟ كما هو متوافر في الكثير من الأحاديث المنقولة عن رسول الله ، والمختصة بالصحابة الكرام.
عمر والخوف من المصير
من الامور التي يتوقف عندها المرء ويستغرب منها كثيراً ، خشية الخليفة الثاني عمر من الموت ، وما ينتظره في الحياة الآخرة ، وندمه على حياته وتمنّيه بأنه لو كان كبشاً لأهله
__________________
(١) تأويل مختلف الحديث : ٤١.