ليُذبح ويُؤكل ، ولم يكن بشراً (١) ، وانه أقسم وقت موته بأن لو كان له ما طلعت عليه الشمس لافتدى من هول المطّلع (٢).
ومما يثير الاستغراب ، خشية عمر من الموت وانه يتمنى لم يكن بشراً ، وهو الذي كان محدَّثاً ، وكثيراً ما تنزل الآيات القرآنية موافقة لآرائه واقتراحاته وأقواله ، وانه بالمنزلة الكبرى ، والمكانة العظمى التي يحلم بها كل مسلم ، وهو الخليفة الراشد الذي تتحدّث به الركبان .. فلماذا هذا الخوف والرعب من المصير؟ مع وجود الكثير الكثير من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضائل عمر ومناقبه ومكانته عند الله ورسوله؟ فلماذا إذاً يتمنى لو لم يكن بشراً .. أو يخشى من سوء العاقبة؟
الخليفة الثاني ولقب الفاروق
ما حقيقة اللقب الذي يحمله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، والمعروف بالفاروق؟ والذي يستند أهل السُنّة والجماعة فيه الى حديث منسوب الى رسول الله ، يُفيد بأن تسمية النبي صلىاللهعليهوآله لعرم بالفاروق جاء تلبية لتأكيد جبرئيل بأن عمر بن الخطاب فرّق بين الحق والباطل (٣).
وبعد التحرّي في كتب التأريخ لمعرفة صدقية هذا الادعاء ، توصلنا إلى ان تلقيب الخليفة الثاني بالفاروق لم يتم من قبل جبرئيل والرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وانما اهل الكتاب هم الذين أول من لقّبوا عمر بالفاروق ، وكان المسلمون يؤثرون ذلك من قولهم ، ولم
__________________
(١) كنز العمال ١٢ : ٦١٩ ؛ تأريخ مدينة دمشق ٣٠ : ٣٣١.
(٢) الامامة والسياسة ١ : ٤٠ و٤١ ؛ المصنف ٨ : ١٥٥.
(٣) تفسير الكشاف ـ الزمخشري ١ : ٤٠٦.