ـ سأل رجل أحمد بن حنبل عن مسألة في الحلال والحرام ، فقال له أحمد : سل عافاك الله غيرنا ، قال : انما نريد جوابك يا أبا عبد الله. قال : سل عافاك الله غيرنا ، سل الفقهاء ... سل أبا ثور (١).
ـ ابن قتيبة (متكلم أهل السُنّة) ، لم يذكر ابن حنبل في جماعة الفقهاء ، وكذلك بن عبد البر ، فانه لم يذكره في الفقهاء في كتابه الانتقاء.
ـ وكذلك ابن جرير الطبري لم يذكره في كتابه في اختلاف الفقهاء من الفقهاء ، وانما كان محدّثاً (٢).
ـ ان كثيراً من الأقدمين لم يعدّوا أحمد من الفقهاء ، كابن قتيبة وهو قريب من عصر أحمد جداً ، وابن جرير الطبري وغيرهما ، ولو كانت تلك المجموعة الفقهية معروفة مشهورة عنه وهي بلا شك تجعل صاحبها فقيهاً أي فقيه ، لم يكن هناك مسوّغ لأولئك أن يحذفوا أحمد من سجل الفقهاء.
ـ أبو حسن الأشعري بعد أن تاب من الاعتزال وانتسب الى أحمد وأصبح حنبلياً ، كما ذكر ذلك ابن عساكر ، اختلفوا في مذهبه الفقهي انه حنفي أو شافعي أو غيره ، ولم يحددوا هل كان حنبلياً أم لا؟ ومثله الباقلاني ، فإنه مع كونه يوقّع : أبو بكر الحنبلي ، فقد كان على مذهب مالك في الفقه ، ومثله عبد الله الانصاري الهروي المتوفي سنة ٤٨١ ، وكان شديد الانتصار لمذهب أحمد ، فهو في الفقه كان على طريقة ابن المبارك.
__________________
(١) الكامل ـ الجرجاني ٢ : ٣٦٧ ؛ تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ٦ : ٦٤ ؛ طبقات الشافعية الكبرى ـ السبكي ٢ : ٧٥.
(٢) الكامل في التأريخ ـ ابن الاثير ٨ : ١٣٤.