ـ والمشهور ان ابن حنبل كان ينهى في رسائله عن الرأي والقياس والاستحسان ، ويجعل القائلين بالرأي والقياس في رديف الجهمية والقدرية والرافضة ، ويحمل على أبي حنيفة بشخصه.
ـ ويعلّل ابن خلدون ، ظهرة قلّة أتباع المذهب الحنبلي ، ـ قديماً ـ بأن مذهب أحمد يكاد يكون مذهب حديث ، لخلّوه من نزعة الاجتهاد الفقهي ، فيقول : فأما أحمد بن حنبل فمقلّده قليل ، لبُعد مذهبه عن الاجتهاد ، وأصالته في معاضدة الرواية ... وأكثرهم بالشام والعراق ، من بغداد وضواحيها ، وهم أكثر الناس حفظاً للسُنّة ، ورواية الحديث (١).
ـ ولإبن جرير الطبري كتاب (اختلاف الفقهاء) الذي أحدث هزّة حنبلية في بغداد ، لما كتبه ، وتنوول في الايدي ، إذ لم يعد الامام أحمد في الفقهاء ، وقال الطبري : (أما أحمد بن حنبل فلا خلافه) كما ذكره ياقوت في مشاجرتهم له ورميهم إياه بالمحابر (٢).
ـ وأحمد بن حنبل نفسه يقول : إذا سُئلت في مسألة لا أعرف فيها خبراً ، قلت فيها : يقول الشافعي ، لأنه إمام عالم من قريش (٣).
ـ ولابن القيم الجوزية قولاً هزيلاً مفاده : وليس المراد بالضعيف عنده (ابن حنبل) ، الباطل ، ولا المنكر ، ولا ما في روايته متهم ، بحيث لا يسوغ الذهاب إليه ، فالعمل به ، بل الحديث الضعيف عنده قسيم الصحيح ، وقسم من أقسام
__________________
(١) تأريخ ابن خلدون ١ : ٤٤٨.
(٢) المذاهب الفقهية : ١٤٧.
(٣) تأريخ مدينة دمشق ـ ابن عساكر ٥١ : ٣٣٩ ؛ طبقات الشافعية الكبرى ـ السبكي ١ : ٢٠٠.