ـ فيما سمع المروزي أحمد يقول : أما الحديث فقد استرحنا منه ، وأما المسائل ، فقد عزمت إن سألني أحد عن شيء ، ان لا أجيبه (١).
ـ وحين قدم أحمد بن حرب (الزاهد النيسابوري) من مكة ، سأل أحمد بن حنبل : من هذا الخراساني الذي قدم؟ قيل : من زهده كذا وكذا ، فقال : لا ينبغي لمن يدّعي ما يدّعيه (من الزهد) أن يدخل نفسه في الفتيا (٢).
ـ أما أبو بكر الأشرم ، تلميذ ابن حنبل فقد كان يحفظ الفقه والاختلاف ، فلما صَحِب أحمد بن حنبل ترك ذلك (٣).
ـ ويصرّح ابن حنبل نفسه مُحذّراً : إيّاك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام (٤).
ـ وسمع عبد الله بن أحمد حنبل أباه يقول : وَددتُ أني نجوت من هذا الأمر ، كفافاً لا لي ولا عليّ (٥).
النتيجة المُستخلصة
نستدل من كل تلك الاقوال التي أدلى بها ابن حنبل وأصحابه ، وكذلك خصومه ، على ما يلي :
١ ـ لم يكن لأحمد فقه واضح ومحدّد ، وانما أقوال وآراء استخرجها من الأحاديث وفتاوى الصحابة مباشرة ، ولكون بعض الأحاديث غير صحيحة
__________________
(١) طبقات الحنابلة ـ محمد ابن ابي يعلى ١ : ٥٧.
(٢) تأريخ بغداد ـ الخطيب البغدادي ٤ : ٣٤١ ؛ طبقات الحنابلة ـ محمد بن ابي يعلى ١ : ١٠٧.
(٣) شذرات الذهب ـ ابن العماد الحنبلي ٢ : ١٤٢.
(٤) سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ١١ : ٢٩٦ ؛ الفتاوى الكبرى ـ ابن تيمية ١ : ٣٦٠.
(٥) سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ١١ : ٢٢٧.