وأحمد يقول : قصدت في المُسند المشهور ، فلو أردت أن أقصد ما صحّ عندي ل أرو في هذا المسند إلا الشيء بعد الشيء اليسير ... لست أخالف ما ضعُف من الحديث اذا لم يكن في الباب شيء يدفعه (١).
ـ ويضيف الفراء : وقد أخبر (أحمد) عن نفسه كيف طريقه في المُسند ، فمن جعله أصلاً للصحة فقد خالفه وترك مقصده (٢).
ـ فيما يقول ابن قتيبة : قطع أحمد بن حنبل رواية الحديث قبل وفاته بسنين كثيرة من سنة ٢٢٨ هـ ، فدخل في الروايات عنه ما دخل من الأقوال البعيدة عن العلم ، إما من سوء الضبط أو من سوء الفهم أو تعمّد الكذب (٣).
ـ ويستغرب العسقلاني : رواية أحمد ، حديث ربيعة بن أمية بن خلف ال جمعي ، وهو ممن أسلم في الفتح ... وحدّث عنه بعد موته ، ثم لحقه الخذلان فلحق في خلافة عمر بالروم وتنصّر بسبب شيء اغضبه. وإخراج حديث مثل هذا مُشكل (٤).
ـ ومن الاحاديث الغريبة في المُسند : ان إمرأة أبي حُذيْفة قالت : يا رسول الله ان سالماً مولى أبي حذيفة يدخل عليّ وهو ذو لحية. فقال الرسول : ارضعيه. فقالت : كيف أرضعه وهو ذو لحية ، فقال رسول الله : ارضعيه ، فكان يدخل عليها (٥).
__________________
(١) المستدرك ـ ابن تيمية ٢ : ٩١.
(٢) سير اعلام النبلاء ـ الذهبي ١١ : ٣٢٧.
(٣) اضواء على السنة المحمدية ـ ابو رية : ٣٣٠.
(٤) فتح الباري ـ ابن حجر ٧ : ٣.
(٥) مجمع الزوائد ـ الهيثمي ٤ : ٢٦٠ ؛ مسند احمد ٦ : ٣٦٥.