يمكن الادعاء بأنها غير صفات المخلوقين ، لماذا؟ لأنه من البديهي عندما تتناهى كلمات الى سمع الإنسان مثل : يد ، قدم ، عين ، وجه ، ساق ، حيث تتجسّد في ذهنه هذه الصفات المعروفة لديه ـ بداهة ـ دون أدنى شك ، فضلاً عن ان هذه الصفات لابدّ وأن تحدّد وجهة معينة وتشغل حيزاً من الفراغ ، يعني : تُجسّم تلك الصفات ، وبالتالي تُجسّد وتجسّم صاحبها وهو الله تعالى ، فكيف يدّعي ابن حنبل بأنه منزّهٌ لله تعالى ولا يؤمن بالتجسيم والحلول؟
ابن حنبل وقضية خلق القرآن
قضية خلق القرآن ، هي الأخرى من القضايا التي تمسك بها أحمد بن حنبل ، وعانى ما عانى من أجلها ، مع انها لم تستحق كل تلك المعاناة والتضحية من قبل الامام أحمد ، ليصرّ على رأيه ، ولم يستشر العلماء الآخرين ، قبل أن يتمادى في موقفه من قضية خلْق القرآن ، وهل هو قديم أم هو حادث ومخلوق؟ تُرى ما الفرق بين القرآن والمخلوقات الأخرى؟ فالله تعالى كان في علمه الأزلي انه سيخلق الانسان ، وذلك قبل أن يخلق آدم عليهالسلام ، ومن ثم خلق سُلالة الانسان ، فهل يعني ان الله خلق الانسان منذ الازل ام ان الانسان حادث مخلوق بإجماع الأئمة والعلماء؟
فلِمَ نستثني القرآن من الخلْق ، مع ان الله تعالى كان في علمه انه سيُنزل القرآن في مقاطع زمنية متوالية ، وذلك حسب الحوادث التي وقعت في عهد الرسول صلىاللهعليهوآله ، حيث كانت الآيات والسور النازلة تحكي قصصاً وحوادث ووقائع حدثت منذ خلق النبي آدم والانبياء الآخرين ، والى نزول الرسالة الاسلامية ، حيث ذكرت بالتفصيل ، مجريات العهد النبوي يوماً بيوم ، فالآية الكريمة التي تقول : قَدْ سَمِعَ اللَّـهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي